من العزوف عن تشجيع منتخب مصر إلى المطالبة بالبطولة
منذ فترة ليست بالقصيرة سادت حالة من اللامبالاة عند بعض من جمهور كرة القدم المصرية وعزف الكثيرين عن تشجيع منتخب مصر بروح وعزيمة وتفاؤل.
ولا أدرى هل كان اعتزال الجيل الذهبى هو السبب؟ أم خروج منتخب مصر لسنوات من بطولة كأس الأمم الأفريقية؟
من العزوف عن تشجيع منتخب مصر إلى المطالبة بالبطولة
فى نهاية عام 2021 تحديداً فى ديسمبر الماضى كان المنتخب على موعد مع بطولة كأس العرب والتى كانت بمثابة اختبار للمدرب البرتغالى كارلوس كيروش الذى تولى مسؤولية قيادة المنتخب المصرى خلفاً للمصرى حسام البدرى .
ولم يخض منتخب مصر تحت قيادة كيروش مباريات كثيرة وبدأ عهده التدريبى باستبعاد محمد شريف وأفشه من مباراته الأولى فى تصفيات كأس العالم.
وأثار ذلك القرار حفيظة الجماهير والنقاد كما أثار دهشة الجميع باختياراته للقائمة التى شاركت فى كأس العرب وبتغييره لمراكز بعض اللاعبين.
وخرج المنتخب المصرى من كأس العرب خالى الوفاض ماأدى إلى زيادة الفجوة بين المنتخب والجماهير.
وبعد إنتهاء كأس العرب وحالة اللغط التى صاحبت كأس الأمم الأفريقية وتضارب موعد إنتهائها مع بدء كأس العالم للأندية التى يشارك فيها النادى الأهلى المصرى الرافد الأكبر لقائمة المنتخب المشاركة فى كأس الأمم الأفريقية .
بالإضافة إلى المحترفين الدوليين لم يكن هناك إلتفاف جماهيرى كبير حول المنتخب المصرى خاصة وأن الشارع الكروى دائم فى عقد المقارنات بين لاعبى الجيل الحالى والجيل الذهبى على مستوى الأداء والروح.
وبدأ المنتخب المصرى البطولة بأداء مخيب للآمال فى المباراة الأولى أمام نيجيريا وتعالت الأصوات مطالبة بالإقالة الفورية للمدرب البرتغالى وأخذ اللاعبون نصيباً من الغضب الجماهيرى لإحساسهم بعدم تأدية اللاعبين بالروح المطلوبة التى تليق بقيمة تيشرت المنتخب المصرى الحائز على أكبر عدد من بطولات كأس الأمم الأفريقية وهمس البعض بأن المنتخب سيودع البطولة من دور المجموعات.
اقرأ أيضا: تأجيل التفاوض لتجديد عقد موسيماني لهذا السبب
الجمهور المصرى عاشق للعبة كرة القدم بكل تفاصيلها ويدرك جيداً للعوامل التى تساعد على النجاح والأخرى التى تؤدى إلى الفشل.
وبمرور الأيام التى تلت مباراة نيجيريا حتى لعب المنتخب مباراته الثانية أمام غينيا بيساو والتى لم يظهر فيها المنتخب بشكل جيد ولكنه نجح فى الفوز حتى وإن تغيرت نظرة الجمهور بأن المنتخب سيتخطى دورالمجموعات.
ولكن وفقاً للأداء الذى شاهدوا عليه اللاعبين لم يثقوا فى أن يصل المنتخب لأبعد من دور ال16 .
وجاءت مباراة السودان التى لم تشهد تغيراً فى الأداء ولكن استمرت الإنتصارات وتحدد طرف لقاء دور ال16 وهو منتخب الأفيال كوتديفوار الذى أطاح بحامل اللقب منتخب الجزائر وهزمه بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وهنا بدأت الروح فى تحسس طريقالعودة ..قبل المباراة صرح أبوتريكه بأن على لاعبى المنتخب عدم الخوف واللعب بثقة فمصر هى صاحبة الكلمة العليا على الساحة الأفريقية، كما أن محمد صلاح أزال بعض الضغوط على اللاعبين بتصريحاته.
وطمأن كيروش الجمهور بأن الأفضل سيأتى ودخل المنتخب المباراة ومشاعر الجمهور متضاربة فلا ثقة كبيرة ولا إحباط مسيطر، وقدم لاعبو المنتخب المصرى صورة مغايرة لما ظهروا عليها فى دور المجموعات وكأن المنتخب قد وصل إلى الأراضى الكاميرونية فقط فى هذه المباراة ومع مرور دقائق المباراة بدأ الجمهور يعاود إلتفافه حول المنتخب.
وما حدث فى المباراة من أحداث بإصابةالشناوى ودخول أبوجبل بدلاً منه أحدث ترابطاً أكثر فأكثر وتعالت الدعوات من أجل مصر وكافئ الله اللاعبين والجهازالفنى بالصعود الى دور ال8 على حساب أفيال ساحل العاج.
العقبة الأصعب جاءت سريعاً …..مصر تواجه المغرب فى دور ال8 بعد أن قدمت مسيرة متميزة خلال مباريات البطولةونحن لم نظهر سوى فى مباراة كوت ديفوار والمغرب تتسلح بتاريخ يقف فى صفها عندما تواجه مصر فى كأس الأممالأفريقية .
ولكن الجميع بدا متكاتفاً هذه المرة اتحد الجمهور بنسبة أكبر على ضرورة التمسك بالأمل فى مواجهة الأشقاءوالتضرع بالدعاء أن يظهر المنتخب كما ظهر أمام منتخب الأفيال.
اقرأ أيضا: تحديد موعد مباراة الزمالك وبطل أنجولا
ولأن الإنجازات تولد من رحم المعاناة دخل المنتخب المصرى مباراة المغرب بتغييرات فى التشكيل توضح كم المعاناة حيث لعب أيمن أشرف فى وسط الملعب وعند الدقيقة الرابعة سقط أشرف حكيمى داخل منطقة الجزاء بعد تدخل غير موفق من أيمن أشرف وبعدها بدقيقة بعد العودة لل var احتسب الحكم ضربة جزاء تقدم لها سفيان بوفال محرزاً الهدف معلناً تقدم أسود الأطلس على الفراعنة.
وتحولت كفة المباراة لصالح الفراعنة وتألق ياسين بونو حارس المغرب أمام المحاولات ومع بداية الشوط الثانى نجحت المحاولات وأحرز محمد صلاح هدف التعادل وسط صيحات الجماهير التى هللت فرحاً.
وانتهى الوقت الأساسى بالتعادل وانطلق الشوطالإضافى الأول الذى لم كان للفراعنة فيه اليد العليا ومرت الدقائق وجاء الشوط الإضافى الثانى الذى أكد أحقيةالمصريين بالصعود عن جدارة وبكراته المعهودة انطلق صلاح من الجانب الأيمن مرسلاً عرضية كان تريزيجيه فىإنتظارها مودعاً الكرة فى الشباك ومع محاولات يائسة للمدرب واللاعبون المغاربة لم تتغير النتيجة وانتهت المباراة بصعود الفراعنة إلى المربع الذهبى وسط حالة من الثقة والمطالبة بالعودة من الكاميرون باللقب الثامن.
بطولة شهدت مراحل متصاعدة حتى الآن من اللاعبين فى أدائهم والمدرب فى تكتيكه وطريقة إدارته والجمهور فى طريقة تشجيعه وروحه وطموحه ووسط كل هذه المتغيرات كان هناك بعض من الجماهير لديهم رؤية بأن المنتخب سيقدم شيئاًجيداً فى تلك البطولة..
موعدنا الخميس فى تمام التاسعة مساء مع لقاء الفراعنة والأسود غير المروضة داعين الله أن يكون التوفيق حليفاً لاعبوالمنتخب المصرى وأن يصلوا للمباراة النهائية واثقين فى الله قبل كل شئ أن يهدينا البطولة واللقب الذى سيكون هوالأغلى….. وفق الله مصر 🇪🇬