محمد صلاح.. وجوائز بلا معيار
الجوائز الفردية التى يرعاها الفيفا أو المؤسسات العالمية هل لها معيار محدد؟
فى كل عام نرى الدهشة تصيب المتابعين لتلك الجوائز لا سيما وهى توزع على تقريبا نفس الأسماء ودائما ما تنحصر الإختيارات بين ميسى ورونالدو طوال سنوات يفصلها تغيرات نادرة وعندما تمعن النظر وتتسائل على أى أساس يتم اختيار اللاعب تندهش لأنه لا وجود لمعيار فهل هى البطولات مع النادى أم مع المنتخب أم عدد الأهداف أم القيمة التسويقية للاعب أم أن هناك مجاملات أو تدخل يرجح كفة اللاعب الفائز؟
على مدار سنوات سطع نجم لاعبين كانوا جديرين عن استحقاق بحصولهم على جائزة الكرة الذهبية أو ذا بيست ولكن لم تنصفهم الاختيارات وذهب جهدهم طوال موسم كامل فى مهب الريح وبالطبع لن يتذكر التاريخ فترات تألقهم بل سيتذكر من حصد الجائزة أو بمعنى أدق من تم منحه الجائزة.
محمد صلاح لاعب عربى أفريقى يتألق فى الملاعب الأوروبية خلال الخمس سنوات الأخيرة، لفت الأنظار بشدة وصال وجال فى الملاعب الإنجليزية محطماً بعض الأرقام القياسية وحاصداً بعض الجوائز الفردية ووصل إلى منصة الجوائز الأهم على الساحة الكروية ولم يكن هو الأفريقى الوحيد الذى سطع نجمه إذ سبقه العديد من أساطير القارة أبرزهم صامويل ايتو، ديديه دروجبا، يايا توريه، نوانكو كانو، ولكن الفارق بين صلاح وغيره من أسلافه أنه تواجد بين الكبار فى أكثر من مناسبة وكاد أن يعانق المجد.
هل هناك إضطهاد أوروبى للأفارقة كما ذكر ايتو فى إحدى تصريحاته أو كما قال دروجبا؟
هل هناك معيار واضح يتم على أساسه الإختيار؟
هل سنرى محمد صلاح أو غيره يحصد جائزة الأفضل أو الكرة الذهبية؟
محمد صلاح هذا العام لم يحقق ما يجعله مرشحاً قوياً حيث لم يحصل على الدورى الإنجليزى رفقة ليفربول، ولم يصل إلى الأدوار النهائية فى دورى أبطال أوروبا، ولم يحقق لقب هداف الدورى الإنجليزى إذ خسره لصالح هارى كين الذى وصل إلى نهائى اليورو مع المنتخب الانجليزى، ولكن من ينسى عام 2018 الذى وصل فيه صلاح إلى نهائى دورى أبطال أوروبا، ووصل إلى نهائيات كأس العالم مع المنتخب المصرى بعد غياب 28 عاماً.
اقرأ أيضا: منتخب مصر يصطدم بالسنغال.. نتائج قرعة تصفيات كأس العالم 2022
ومن ينسى عام 2019 وحصوله على وصافة الدورى الإنجليزى، وحصده لقب دورى أبطال أوروبا وتسجيله هدف فى المباراة النهائية، وحصوله على ذهبية كأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبى، وعام 2020 الذى أعاد ليفربول إلى منصة التتويج بالدورى الإنجليزى بعد 30 عاماً وللمرة الأولى تحت مسمى البريميرليج، فهل كان يستحق إحدى الجائزتين فى الأعوام الماضية؟
القائمة النهائية لهذا العام شملت كلاً من: ليونيل ميسى، روبرت ليفاندوفسكى، محمد صلاح الأول حصد كوبا أمريكا فقط وسط موسم كارثى مع ناديه برشلونة، الثانى خرج مبكراً من اليورو مع تحقيقه لقب البوندزليجا، الثالث لم يحقق شيئاً .وغاب اسم بارز جورجينيو الحائز على لقب اليورو مع منتخب بلاده إيطاليا، مع دورى أبطال أوروبا رفقة تشيلسى الإنجليزى وهو الإسم الأبرز وسط نجوم المنتخب الإيطالى أو نادى تشيلسى، وذلك تكراراً لمواسم ماضية تم طى صفحات مضيئة للاعبين وكأن القائمين على الجوائز تناسوا عمداً أو من دون قصد أو لحاجة فى أنفسهم هم فقط من يعلمها.
أفريقيا تستحق بما تقدمه من لاعبين عظماء حققوا مع أنديتهم ومع منتخباتهم إنجازات كبرى أن يحصل منها أكثر من لاعب على إحدى الجوائز الكبرى، وأن يتم إعلان معيار الإختيار الذى على أساسه يتم التصويت من قبل المدربين وقادة المنتخبات والصحفيين لأن المعيار الذى يتبين لنا هو العاطفة تجاه لاعبين بأعينهم.
وهناك آخرين يتم النظر إليهم أنهم هم من سيكونون أبطال هذه الجوائز فى المستقبل ولكن من يتواجد فى القائمة النهائية هل سيأتى دوره لحصد هذه الجوائز أم أنهم فقط أسماء توضع بجوار الحائزين على الجائزة؟
أقرأ أيضا: موقف عمر كمال من الرحيل عن فيوتشر والعودة إلى الزمالك
لا نطلب مجاملة لأحد حتى وإن كنا نتمنى أن نرى بحكم مصريتنا محمد صلاح يحصد تلك الجائزة ولكن الفرحة العارمة ستكون عندما نراه متوجاً عن جدارة وإستحقاق ولكن نحن لا نعلم كيف يكون جديراً ومتى؟
وهناك تساؤل بصوت هامس هل لوكلاء اللاعبين دور فى الإختيار؟
قد يكون وكيل اللاعب ينشط فى فترة التصويت ويستخدم علاقاته بالصحفيين ومدربى المنتخبات وأيضاً قادة المنتخبات للتأثير على اختياراتهم فبدون شك سيكون مستفيداً فى حال حصول اللاعب الذى يمثله على جائزة عالمية.
فى كل الأحوال وأياً كانت الأسباب التى تؤثر فى الإختيارات نفخر بالمكانة التى وصل لها محمد صلاح ونتمنى أن يضع بصمة قوية مع المنتخب ومع ليفربول هذا العام لعلها تكون سبباً فى حصوله على المجد ودخوله التاريخ كأول لاعب عربى وثانى لاعب أفريقى يحصد الكرة الذهبية.
د/أحمد السيد
