ماهر غريب يكتب: الدوري المصري .. ومهرجان الجونة !
قامت الدنيا ولم تقعد في وسائل الإعلام المختلفة في مصر على مدار أسبوع كامل للحديث عن ملابس الفنانات في مهرجان الجونة السينمائي، وفى النهاية تغافل الجميع الحديث عن جدوى المهرجان وأهميته والفائدة الفنية منه ، وهل استفادت السينما المصرية منه أم لا ؟.
وهذا الأمر يتكرر كل سنة ولكن بشكل مختلف، وتحديداً على مستوى الدوري المصري لكرة القدم مع الفارق.. حيث يدور الحديث عن الصفقات والمدربين وأسعار اللاعبين ومشاكل الإدارات المختلفة، وهذا دون وجود للفائدة التي تحققت من المسابقة، وهل قدمت الخدمة المطلوب منها للكرة المصرية، وهل أفرز الدوري لاعبين قادرين على تمثيل المنتخب دولياً وتحسين تصنيفه العالمي والعمل على الظهور بشكل جيد في كأس العالم وليس مجرد الحلم (نعم الحلم) بأن نكون موجودين في المونديال حتى ولو كضيوف شرف كما حدث في نسختي 1990 بايطاليا، و2018 في روسيا.
إذاً الخطأ متكرر .. والعلاج غائب !.. وإذا كان الحديث عن فستان هذه الفنانة (صغيرة كانت أم عجوزة!) ، وهل كان قصيراً ومكشوفاً من أعلى بشكل غير لائق .. أم تم تصميمه بصورة لا نفهمها ولا نعرفها في مجتمعنا، فان النتيجة النهائية أن “المحصلة صفر!”.
وكذلك الحال عند الحديث أيضا عن الدوري الممتاز، وعن قرب إقالة هذا المدرب أو ذاك، وتوقيت الدفع باللاعب الفلاني وعدم مشاركة اللاعب العلاني، وكذلك تخصيص مساحات كبيرة في الاستوديوهات لتقييم أداء الحكام، وهذا الحكم أخطأ في عدم احتساب “بنالتي” لفريق ما ، وآخر كان وزنه زائدا ، وفى النهاية أيضا فإن “المحصلة صفر!” .
أقرأ أيضا: بالفيديو| المقاولون العرب يفوز على الشرقية للدخان بهدف نظيف
أقول هذا الكلام لأنه في كل عام يكون الحديث عن ملابس الفنانات في مهرجان الجونة أكثر من الحديث عن المهرجان نفسه ، ومع ذلك لا الفنانات ارتدين ملابس تعبر عن قيمنا، ولا المهرجان تقدم خطوة إلى الأمام على مدار أكثر من عام، ونفس الأمر مع الدوري .. كلام كثير عن صفقات اللاعبين والمدربين والمليارات التي يتم إنفاقها، ومع ذلك فلا المستوى الفني يتحسن ولا الدوري أصبح تصنيفه أفضل من وضعه الحالي ضمن أسوأ أربع دوريات في العالم من حيث مستوى التنافس!، ولا الحكام قللوا من أخطائهم، ولا الاستوديوهات التحليلية كذلك تقدم الجديد.. نفس الكلام والرغي الكثير، وحجم إعلانات يجعل المشاهد يحمد الله أن المباراة نفسها بدون فواصل إعلانية وإلا كان الناس كرهت كرة القدم مثلما كرهت مهرجان الجونة بكل فساتينه والأجسام العارية، والتي لا تعبر عن قيمة الفن بل تعبر عن أشياء أخرى !.
ويبدو أن الأمر تحول إلى عادة، والتصحيح صعب على الجميع طالما أن الرغبة في الإصلاح غير موجودة، وبكل أسف الأغلبية يتعاملون مع الجمهور على أنه يملك “ذاكرة السمك!”، وبمرور الوقت ينسى كل شيء وينشغل في أمور أخرى، مع أن الحقيقة خلاف ذلك، لأن الجمهور ذكى جدا ويجيد التفرقة بين “الصالح والطالح” سواء على مستوى مهرجان الجونة أو الدوري الممتاز !.