فاز من حضر
فاز من حضر
على عكس كل التوقعات ووسط العديد من العقبات ، يدلي الأهلي ببيانه من الإمارات ….. أنا الأهلي.
الأهلي بمن حضر..ليست مقولة أو شعاراً يتم ترديده أو يتغنى به الجمهور العاشق للكيان بل هى أمر واقع أثبته الأهلى أمام مونتيرى المكسيكى فى أولى مبارياته فى بطولة كأس العالم للأندية.
الأهلي وكالعادة يعطى درساً للجميع ويسطر فى صفحات التاريخ أدلة دامغة تؤكد أنه الأهلى غير الجميع ويثبت أن كل كلمة فى قاموسه هى بند من بنود دستوره التاريخي الذى تتوارثه الأجيال.
روح الفانلة الحمراء …. أيضاً يبرهن عليه اللاعبون فى جميع المحافل وعلى مر العصور والأجيال لأنها مزروعة فى قميص الأهلى مهما تغير شكله ومهما مرت السنوات.
العزيمة والإصرار ….ليست كلمات رنانة تستخدم فى الخطب الحماسية لأنها عند الأهلى هى حقيقة نراها كثيراً نشاهدها فى تصرفات اللاعبين والمسئولين عن الكيان الذى حقاً نتعلم منه أن الحياة أفعال لا أقوال.
كانت جميع المؤشرات قبل بداية البطولة توحى بأن التفكير فى الفوز هو ضرب من الخيال هكذا رآها الكثيرين والمتفائلين الذين كانوا قلة من الجمهور رأوا أن الأداء الجيد فقط هو ما سيكون حاضراً وكل هؤلاء اعتمدوا فى رؤيتهم على الواقع الذى عاشه الأهلي وهو فى طريقه إلى دولة الإمارات الشقيقة من غيابات وإصابات ضربت الفريق فى أوقات غريبة وعقبات تمثلت فى تضارب موعد بدء البطولة مع مشاركة المنتخب المصرى فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية وأرقام لم تكن تصب فى مصلحة الأهلي.
اقرأ أيضا: خطة موسيماني للتعامل مع أزمة اللاعبين الدوليين
فالفريق المكسيكى التقى بالأهلي مرتين قبل ذلك وتفوق عليه، وهو الذى دخل المباراة بجاهزية كاملة وبأسلحة هجومية متعددة الإمكانيات الفنية والمهارية.
وبجانب العقبات التى واجهت الأهلى كانت الإنتقادات التى لطالما طالت المجتهد العبقرى بيتسو موسيمانى فى بطولة كأس الرابطة قبل السفر وإصابته بفيروس كورونا عند وصوله إلى الإمارات، كل هذه الأمور لم تقف أمام الأهلى مديراً فنياً ولاعبين فقد أرسلوا للجمهور الذى يشجع الكيان(لا تقلقوا) فالأهلى بمن حضر.
الجنوب أفريقى موسيمانى وكتيبة اللاعبين بما قدموه أمام الفريق المكسيكى نتاج لمجهودات كبيرة واصلوا كتابة التاريخ لأنفسهم قبل أن يكتبوا التاريخ للنادى الأهلى وسجلوا ما فعلوه بأحرف من ذهب ودوماً ما يتذكر التاريخ مثل هذه المواقف والإنجازات ليس فقط لما تزامن مع الإنجاز من عقبات.
إنما لأن الأهلى وفى حضور الجيل الذهبى وتحت قيادة الأسطورة مانويل جوزيه لم ينجح فى تخطى المباراة الأولى فى كأس العالم للأندية مرتين متتاليتين، ونحن الآن بعد مشاركة أولى لموسيمانى مع الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية وتحقيقه للبرونزية شاهدنا هذا المدرب العبقرى يصل البطولة للعام الثانى على التوالى ويسير بخطوات هادئة ثابتة ندعو الله أن يوفقه لتحقيق إنجاز تاريخى.
سجل الأبطال يفتح للاعبي الأهلي الذين شاركوا فى المباراة ذراعيه لاحتضانهم تقديراً لهم على ثباتهم وتركيزهم وتقديمهم لأداء يليق بالقلعة الحمراء وتاريخ الأهلى سيخلد ما حققوه فى صفحاته ومستقبل مشرق ينتظر الكثيرين منهم وعلى رأسهم محمد المغربى المدافع الناشئ باكورة ثمار موسيماني والأهلي الذى تم اكتشافه في بطولة كأس الرابطة.
ولا يجب أن نغفل ما قدمه الحارس على لطفى الذى دوماً ما يكون جاهزاً فى أصعب الظروف وعلى قدر المسئولية ويكون على موعد دائماً مع التألق وإثبات قدرته على حماية عرين القلعة الحمراء، والمتميز المبدع محمد هانى أحد نجوم الأهلي فى بطولة كأس العالم الماضية ونجم مباراة الأهلي أمام مونتيري المكسيكى بلا منازع الذى كان موضع انتقادات شديدة خلال الفترات الماضية ولكنه أثبت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك أنه جدير باللعب فى أعلى المستويات ورفع راية الأهلى عالية، وغيرهم من اللاعبين .
فالجميع كانوا متميزين للغاية مطمئنين للجهاز الفنى والإدارة والجماهير الغفيرة بأنهم دائماً ما سيبذلوا أقصى ما لديهم لإسعاد الجميع ورسم البسمة على وجوههم وإدخال السرور على محياهم.
فاز من حضر ….. بجهدهم وعرقهم وأدائهم فى ملعب المباراة وبعزيمة الأبطال أسكتوا المنتقدين فى كل مكان الذين شككوا فى المدرب والإدارة واللاعبين وبعثوا برسالة لهم بأن ردنا عليكم كان فى الملعب وكان كفيلاً بكشف نواياكم للأهلى.
نعم فاز من حضر الأهلى بحضوره فى كأس العالم للأندية للمرة السابعة فى تاريخه،موسيمانى للمرة الثانية على التوالى مع النادى الأهلى،الجهاز الفنى بأكمله الذين يتحملون الضغوط الملقاة على عاتقهم، اللاعبون الأبطال الذين ندين لهم بجزيل الشكر والعرفان،مجلس إدارة الأهلى برئاسة الكابتن محمود الخطيب وتحملهم ما لا يطيقه بشر.
فازت مبادئ وقيم النادى الأهلى التى حضرت فى وطنية الأهلى ولاعبوه الممثلين لمنتخب مصر فى معترك الأمم الأفريقية، فاز كل من آمن بأن الأهلى سينتصر رغم الصعوبات والعقبات.
وأخيراً نراكم فى مواقف أخرى قادمة يثبت لنا الأهلى بأن الشعارات تحتاج دوماً لإثبات واقعيتها ….أنا الأهلى