أصابتني الصدمة والدهشة معا بعدما شاهدت مقطع فيديو مسرب لضياء السيد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم خلال حوار له مع إحدى القنوات الفضائية، تفوه خلاله بكلام غير مسؤول من شخص المفترض فيه أنه مسؤول عن كل كلمة تنبث بها شفتاه.
مدرب منتخب مصر والذي لم يخطو بعد أولى خطواته في منصبه الجديد مع الفريق عقب تشكيل الجهاز الفني بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش، تحدث بأسلوب وطريقة غابت فيها اللباقة وتؤخذ عليه بشكل واضح في حق لاعب بحجم شيكابالا – بغض النظر عن تحفظاتنا على تصرفات الأخير- .
كما نسى المدرب أو تناسى كونه أصبح في منصب مهم وحساس جدا في ظل حالة الإستقطاب والشد والجذب بين بعض جماهير الأهلي والزمالك، فكان لزاما إنتهاج سياسة الحياد قدر المستطاع، ولا يغلب على أي حديث من أحاديثه أي تلميح من قريب أو بعيد عن إنتماءه لناد بعينه دون سواه حتى يتجنب سوء الفهم من طرف ضد الآخر.
نعم ضياء السيد أخطأ بتلك التصريحات ويكفي أنه اعترف بأن ما قاله كان على سبيل روح الدعابة ليس إلا، وأنه في سبيله لمقاضاة القناة قانونيا، لكن هذا لا يعفيه من تحمل المسؤولية، فهذا المنصب يجب أن يتحلى شاغره بالدبلوماسية والحصافة والذكاء الإجتماعي في كل رسائله التي يوجهها إلى الإعلام، وقبل كل ذلك يجب أن يغمض عينيه تماما عن ألوان الأندية ويتذكر فقط ألوان قميص منتخب مصر فقط.
الخطأ الأكبر والذي أعتبره جريمة أخلاقية لا تغتفر هو واقعة التسريب ذاتها، فالثقة هي عنوان التعامل بين الصحفي او الإعلامي وبين مصدره، وقد كانت أولى المبادئ التي تعلمناها في بلاط صاحبة الجلالة، أنه إذا ما كان هناك مفضلة بين سبق صحفي وبين الحفاظ على سلامة المصدر من أي سوء، فالأفضلية منطقيا للمصدر وليذهب السبق الصحفي إلى الجحيم، وهذا ما يتوافق مع المبدأ الشرعي والفطري ( درأ المفسدة مقدم على جلب المنفعة )
الإعلام بوجه عام والصحافة بوجه خاص هما في المقام الأول لا يخرجان عن كونهما رسالة سامية دورهما تربوي وأخلاقي فهما يبحثان عن رفع مستوى الوعي لدى عامة الناس وطرح الحقائق كما هي دون تزييف ، وليس من أهدافهما التشهير بالأشخاص وفضحهم كما يفعل البعض الآن بحثا عن ركوب طاعون هذا الزمن وهو الترند.
أعتقد وكلي ثقة – قد أكون مخطئا- أن ما حدث كان متعمداً وأن هناك شخص ما يريد الإطاحة بضياء السيد وإبعاده عن الجهاز الفني للمنتخب لأن مقطع الفيديو يبدو للوهلة الأولى وأنه فخ تم إعداده باتقان وسقط فيه ضياء السيد بجدارة .
