صفوت عبدالحليم يكتب: يا موسيماني..كان جوزيه أشطر !
لم يكن رحيل المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني عن النادي الأهلي “مفاجأة” ، كما يتصور البعض، بل كان قرارً متوقعا ومنتظراً .
الشواهد خلال الفترة الماضية كانت تشير إلى إنتهاء شهر العسل بين موسيماني وإدارة الأهلي، بعد سوء العلاقة بين الطرفين ، وكثرة حدوث الأزمات.
خلال الأشهر الماضية ، موقف موسيماني مع الأهلي كان “ظاهره فيه الرحمة، وباطنه فيه العذاب” ، حيث أن كلا الطرفين لم يكن متقبل الكثير من تصرفات الآخر.
خصوصا مسؤولي الأهلي الذين كان لديهم استياء شديد من تصرفات المدرب الجنوب أفريقي خلال الفترة التي شهدت محاولات تجديد عقده، حيث مارس عليهم العديد من الضغوط، لإظهارهم أمام الرأي العام الأهلاوي ، بأنهم المتسببين في تأخير تجديد التعاقد.
موسيماني كان “بيتلكك” ولديه رغبة في الرحيل
ورغم تجاوز موسيماني تقاليد ومبادئ الأهلي عندما كشف في أحد المؤتمرات الصحفية عن بعض الكواليس التي دارت أثناء المفاوضات، لكن تناسى مسؤولو الأهلي الأمر ثم رضخوا بعد ذلك إلى المدرب واتفقوا على تجديد التعاقد بالشروط التي فرضها عليهم.
ولأن موسيماني كان “بيتلكك” ولديه رغبة في الرحيل ، فقد بدأ في مرحلة جديدة من “تزهيق” إدارة الأهلي ، وافتعل الأزمات ، ومارس معهم العناد في بعض الأمور الفنية ، ورفض أي تدخلات أو نقاشات معه ، خصوصا ما يتعلق بإجراء تعديلات في الجهاز الفني، فضلاً على سوء علاقته مع بعض اللاعبين داخل غرف خلع الملابس.
ولم تصمد إدارة الأهلي كثيراً أمام تصرفات موسيماني الذي دخل القلعة الحمراء ، ولديه اسماً متواضعاً في عالم التدريب، وكان راتبه له سقف معين، وحالياً بات راتبه ثلاثة أضعاف ما كان يحصل عليه في بداية مسيرته مع الأهلي.
اقرأ أيضا: موعد الإعلان عن جدول مباريات الدوري الإنجليزي 2022/2023
لن نهدر كثيراً الجهد الذي بذله موسيماني مع الأهلي، فهو حصل في أقل من عامين على 5 بطولات ، هم دوري أبطال أفريقيا مرتان ومثلهما السوبر الإفريقي ، وكأس مصر مرة واحدة ، فضلا على برونزية كأس العالم مرتين.
على المستوى الفني، موسيماني تسلّم فريق الأهلي في أعلى مراحله “الفنية” بفضل الاعداد المتميز للمدرب الذي سبقه ، وهو السويسري فايلر ، وحالياً ترك موسيماني الأهلي وهو في مستوى فني أقل بكثيررررررر مما تسلمه.
لم يضف موسيماني أي بصمة فنية أو شكل جمالي في أداء الأهلي ، أو قام بتطوير مستوى لاعب معين.
بعد 20 شهراً، موسيماني خرج من الأهلي “كبيراً” في الاسم والتاريخ ، بشكل لم يكن يقدر عليه صناعته طوال 20 عاماً مضت ، وسيكون من الصعب عليه تكراره في 20 عاماً قادمة.
لأن اسم الأهلي وجماهيرته كفيلة والبيئة والمناخ الذي توفره إدارة الأهلي للعمل تساعد على النجاح وتساهم في صناعة تاريخ اللاعبين والمدربين، ولنا في ذلك مثال عظيم ، بالمدرب البرتغالي مانويل جوزيه ، الذي يعتبر الأفضل في تاريخ القلعة الحمراء.
اقرأ أيضا: بالتفاصيل.. عرض قطري ضخم لضم نجم الأهلي
جوزيه حصد مع الأهلي على جوزيه 22 بطولة ، هي الدوري المصري 6 مرات ، وكأس مصر مرتين ، والسوبر المصري 4 مرات ، ودوري أبطال أفريقيا 4 مرات ومثلهم السوبر ، وبرونزية كأس العالم للأندية عام 2006.
ومع الاختلاف الكبير للمستوى الفني للبرتغالي جوزيه ، الذي صنع العديد من النجوم في الأهلي ، وكانت له لمسات فنية كبيرة وبصمات واضحة في طريقة لعب الأهلي، لكنه لم يحقق أي نجاح قبل أو بعد رحلته مع الأهلي.
جوزيه بعد الأهلي تولى قيادة منتخب أنجولا في أمم أفريقيا 2010 وخرج من ربع النهائي ، وقاد نادي اتحاد جده بعد ذلك ورحل سريعا ، وفي عام 2012 قام بتدريب نادي بيرسبوليس الإيراني لمدة أشهر قليلة ، ورحل سريعاً.
ولذلك أوجه رسالتي إلى موسيماني ، كان غيرك أشطر، وبالطبع ، غيرك هو جوزيه ، الذي لم يحقق أي نجاح خارج الأهلي.
فهل سيكرر موسيماني فشل جوزيه عقب مسيرته مع الأهلي؟!
