الفرعون المصري..ظالم أم مظلوم ؟!
لا أحد يستطيع إنكار مكانة الفرعون المصري محمد صلاح ليس في مصر ولا افريقيا فقط ولكن في عالم كرة القدم الحالي.
فهو واحد من افضل 10 لاعبين علي مستوي العالم اخر اربع سنوات لانجازاته مع فريقه ليڤربول ولكن في مقابل هذا لم يكن له مردود قوي مع المنتخب المصري فرغم مساهمته في الوصول لكأس العالم السابقة بشق الأنفس الا انه اخفق في الحصول علي كأس افريقيا ل 3 مرات علي التوالي .
كما أن الفرعون المصري اخفق اخيرا في المساهمة للوصول لكأس العالم القادمة في قطر وكانت من نتيجته ان انهالت الاتهامات عليه من كل الاتجاهات انه سبب الاخفاق وانه لا يؤدي مع المنتخب نفس مستواه مع ليڤربول وفي نفس الوقت دافع دراويشه باستماتة ان اختلاف مستوي اللاعبين في منتخب مصر عنه في ليڤربول.
ومابين هذا وذاك احتار الكثيرون بين الدربين فتعالوا في هذا المقال نناقش
هل الفرعون المصري محمد صلاح ظالم أم مظلوم ؟!
من وجهة نظري الاجابة عن هذا السؤال لها عدة جوانب منها الفني والذهني والشخصي وسنناقش كل جانب علي حدا
فنيا يتالق صلاح مع ليڤربول وهو فريق هجومي من الدرجة الاولي يعتمد علي الاستحواذ والهجوم الجارف طول وقت المبارة مما يتيح له الحصول علي الكرة كثيرا في مواقع قريبة من المرمي.
وبالتالي فرص اكثر للتهديف كما ان فريق ليڤربول يمتاز بالاستقرار علي مستوي التشكيل علي مدار الموسم مما اوجد تناغم بين كل المنظومة خصوصا علي المستوي الهجومي.
اقرأ أيضا: تباين بين جماهير ليفربول حول تصرف محمد صلاح مع ماني أمام واتفورد
أما علي مستوي منتخب مصر فبداية من عصر كوبر لم يلعب اي مدير فني علي الاستحواذ بل تركوا الكرة للمنافس مهما كان مستواه فقلت الكور التي تصل لصلاح ومعظم الاوقات في اماكن غير خطرة ومع تباعد الخطوط قلت او انعدمت خطورته وذلك بجانب عدم استقرار التشكيل .
ولك ان تتخيل أنه خلال اخر عشر مباريات مع المنتخب لعب معه في الجانب الهجومي كلا من محمد شريف, مصطفي محمد, مروان حمدي, عمر مرموش, عبدالله السعيد, افشة, تريزيجيه, زيزو وفي مركز الظهير الايمن خلفه اكرم توفيق, عمر كمال, عمر جابر, امام عاشور فقضي ذلك علي اي تناغم او تفاهم بينه وبين اللاعبين وانا هنا لا اذكر الفارق في المستوي والقدرات.
ذهنيا لم يأت الفرعون المصري الي المنتخب في بطولة افريقيا وماتشين السنغال وهو في حالة ذهنية جيدة بسب مفاوضات التجديد المتعثرة بينه وبين ادارة ليڤربول فهو و مدير اعماله ينظرون لهذا العقد انه الاخير ويرون انه النجم المدلل للفريق فغالوا في طلباتهم المادية .
وفي نفس الوقت الادارة ترفض ذلك رفضا قاطعا فشعر صلاح بخيبة اما تتزامن هبوط مؤقتا في مستواه وفي نفس الوقت تألق چوتا و دياز الوافد الجديد فأتي بنفسية منكسرة وفاقدة للثقة بعض الشئ.
شخصية صلاح الفرعون المصري تعتبر انطوائية بعض الشئ فهو قليل الكلام داخل وخارج الملعب قليل او منعدم الصدامات ولا يتسم بأي سمة من سمات القائد والدليل علي ذلك انه ورغم نجوميته الفائقة في ليڤربول لم يرشحه زملاءه ليكون كابتن للفريق بل لم يأتي في الترشيحات ضمن أول 6 لاعبين .
اقرأ أيضا: بالتفاصيل.. أشرف بن شرقي على رادار ناديين سعوديين
ولكنه رغم ذلك سعي بل ضغط ليحصل علي شارة القيادة مع المنتخب متخطيا الاقدمية والسمات الشخصية للقائد واعتقد ان هذا هو التكريم المناسب له كنجم الفريق فاصبح قائد بلا قيادة داخل الملعب فهو قليل الكلام مع زملاءه يبتعد عن اي صدامات داخل الملعب ولا يتحدث مع الحكم الا قليلا.
وهذا ظهر جليا في ماتش السنغال فاللذي يتحدث مع لاعبيه ويخرج من عرينه حتي منتصف الملعب في بعض الاوقات او يتدخل في المشادات بين اللاعبين هو الشناوي وقبله كان حجازي او السولية وعلي الجانب الاخر ساديو ماني هو قائد بلا شارة فكان يضغط علي الحكم في كل قرار له او عليه فكان حصوله علي الشارة فاترا ومخيبا لا يتناسب مع ضجة حصوله عليها.
علي جانب اخر موازي رويدا رويدا تحول منتخب مصر الي منتخب محمد صلاح وقد يكون لم يسعي هو الي ذلك ولكنه رضي تملق المحيطين والاعلام في مصر فاصبح الكل يتنافس في تملقه فتارة صلاح يستحق ان يلعب في كأس العالم للعام الثاني علي التوالي وتارة اخري ان مجرد وجود صلاح في المنتخب فهو يرعب كل المنافسين فاصبح هدف كثير من اللاعبين الحديثي الانضمام للمنتخب ان يرسل الكرة الي صلاح بغض النظر اذا كان في وضع جيد ام لا.
كذلك يتم تعظيم كل حركة او كرة يلعبها صلاح والتضئيل من اي لاعب اخر وابسط مثال علي ذلك تم تضخيم هدفه في مبارة السنغال الاولي رغم ان كرته اصطدمت بالعارضة ثم قدم المدافع قبل دخولها المرمي وتم تجاهل تام لتمريرة السولية السحرية التي رسمت بريشة فنان.
كذلك في المبارة الاخيرة تم القاء كل اللوم علي الليزر المسلط علي وجه اثناء تنفيذه لرجلة الجزاء الضائعة وانه لاذنب له وهو افتراض قد يكون صحيح ولكن هذا الليزر كان موجه ايضا في عين السولية اثناء تسجيله ركلته وكان موجها علي عين الشناوي طوال الوقت ورغم ذلك نجح في التصدي لركلة جزاء وبعض الاهداف المحققة في المبارة ناهيك عن القاء زجاجات المياة عليه طوال المباراة.
اقرأ أيضا: حسين الشحات يتحدى الجميع قبل مواجهة الهلال السوداني
وفي نفس الوقت تناثرت شاءعات كثيرة اكدها بعض المسئولين عن اخذ رايه في الجهاز اللذي يتولي تدريب المنتخب او في انضمام بعض اللاعبين المقربون الي شخصه وعدم انضمام البعض الغير مفضلون له رغم تالقهم وهي اشاعات لم تثبت صحتها ولكنها ايضا لم يتم نفيها وكل الاحداث تؤكدها.
كل ما سبق ادي لهجوم جارف علي صلاح بعد الاخفاق وهو هجوم منطقي فطالما رضيت ان تاخذ كل الاشادة عند النصر حتي وان لم يكن لك دور فيه فعليك قبول كل النقد عند الاخفاق حتي لو لم تكن سببا فيه. أما محبي صلاح ودراويشه ارادوا رد الهجوم بان اذا كان صلاح سبب الاخفاق الحالي فابو تريكة هو سبب اخفاق التاهل للمونديال وكارثة ال 6-1 امام غانا وهو ربط لا افهم مغزاه .
ولماذا الزج باسم ابو تريكة في هذا الموضوع فبرغم نجومية ابو تريكة وتالقه مع المنتخب لم يصدر عن احد انه منتخب ابو تريكة فالمنتخب في ذلك الوقت كان مدجج بالنجوم ولم يتم ابدا نسب اي انتصار للاعب معين وبالتالي لا يستطيع احد يتم لوم لاعب دون الاخرين عند الاخفاق.
اخيرا محمد صلاح كان وسيظل لاعب رائع ولكن عليه ان يركز داخل الملعب فقط ويلقي عن كاهله اي قيود او احمال كبل نفسه بها من شارة قائد لا يقوم بمسؤليتها او جعل المنتخب كله ينصهر تحت اسمه او تدخله باي صورة في الجهاز الفني او التشكيل ويجب ان يعود المنتخب ليكون منتخب مصر وليس منتخب صلاح.