أسامة السويسي يكتب: المايسترو.. الديكتاتور المتواضع
كل الأمنيات بالتوفيق لصديقي العزيز صفوت عبدالحليم بمناسبة إطلاق موقعه الإلكتروني “المايسترو الرياضي” الذي سيكون بلا شك إضافة قوية للإعلام الرياضي على الشبكة العنكبوتية لما يملكه من مقومات احترافية.
وسعدت كثيرا باسم الموقع “المايسترو” وهو أحد أهم الألقاب التي أطلقت على رمز الأهلي الراحل صالح سليم واحد من أساطير النادي.. وذلك لما كان يتمتع به من قرات فائقة في خط وسط الملعب كقائد ماهر ويمتع الجماهير بلمساته الساحرة بخلاف الشخصية القيادية التي جعلته من صغر سنه قائدا للفريق.. وانعكس ذلك على بقية مسيرته الرياضية حتى صار واحدا من الرؤساء التاريخين للقلعة الحمراء.
وفي ظل السيطرة البيضاء على الإعلام الرياضي في مصر منذ بدايته تعرض المايسترو صالح سليم لحملات هجوم بشعة بسبب مواقفه الثابتة التي رسخت قيم ومبادئ الأهلي.. وكل تركيز الإعلام كان على جانب واحد في شخصية المايسترو وهو الديكتاتور وراحوا لتصويره إنه شخص مغرور ولا يستمع للمحيطين به ويتخذ قراراته بقسوة دون مشورة أحد.
وللأسف الشديد نجحوا في تكوين هذه الصورة عن المايسترو لدى الكثير من الجماهير ومن بينها بعض الأهلاوية، خصوصا وأن المايسترو بطبعه كان قليل الظهور في وسائل الإعلام التي هي عبارة عن صحف مطبوعة وإذاعة الشباب والرياضة وبعض البرامج القصيرة في قنوات التلفزيون المحدودة والتي يتحكم في معظمها من ينتمون للمعسكر الأبيض.
فلم يكن باستطاعة الجماهير أن تحكم عليه من خلال تلك الدقائق المحدودة التي يظهر فيها أو عبر الحوارات النادرة في الصحف.. وكل ما عاصر المايسترو يدرك حقيقة ثابتة راسخة.. أنه كان يعشق الأهلي أكثر من نفسه ولا يقبل أن يرى الأهلي مهزوما في حقه، ولو كلفه الأمر التضحية بأغلى ما يملك، وداخل الغرف المغلقة في النادي سواء في مجلس الإدارة أو المكتب التنفيذي أو في لجنة الكرة فكل من عمل معه يشهد إنه كان نموذجا في الديمقراطية وحتى لو كانت وجهة نره تختلف مع الأغلبية فهو يؤيدها ولا يمكن أن يعرف أحد رأيه على الملأ من خلاله أو من خلال غيره.. هناك وقائع كثيرة تكشف مواقفه المعارضة من بعض القرارات التي وافق عليها وعلمنا بها لاحقا عقب وفاته.
وخلال تغطيتي أخبار الأهلي كنت التقيه قبل وبعد اجتماعات مجلس الإدارة وكان ودودا للغاية متواضعا بشكل يفوق الوصف عكس ما كنت أسمعه عنه قبل أن أعمل في بلاط صاحبة الجلالة.
هذه شهادة للتاريخ في حق المايسترو وهو في دار الحق الأن، وفي هذا المكان بإذن الله لو كان في العمر بقية سأحاول جاهدا توضيح جوانب كثيرة خفية عن الجيل الحالي الذي يسمع أسطوانات مشروخة كاذبة.