موسيماني بين الرفض والقبول
في 2 أكتوبر 2020 أعلن النادي الأهلي تعاقده مع الجنوب أفريقى بيتسو موسيماني المدير الفنى لنادى صن داونز الجنوب أفريقى فى سابقة تاريخية حيث كان الأفريقي الأول الذى يجلس على مقعد المدير الفني للنادى الأهلي.
ومنذ هذا التاريخ أصبح موسيماني مثاراً للجدل وتعرض البعض لقرار الكابتن محمود الخطيب بأنه خطأ وأن موسيماني لا يصلح لقيادة نادى القرن فى أفريقيا.
موسيماني بين الرفض والقبول
وكان أحد أهم عوامل اختيار موسيماني معرفته القوية بالقارة السمراء نظراً لخبراته الواسعة مع صن داونز لا سيما وأن النادى الأهلى كان مقبلاً على مباراتى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أفريقيا البطولة الغائبة عن خرائن النادى الأهلى منذ عام 2013 حيث استعصت الأميرة الأفريقية على فارسها المغوار لفترة ليست بالقليلة.
خصوصاً وأن النسر الأحمر على بعد خطوة من نيل اللقب مرتين تحت قيادة المصرى حسام البدرى والفرنسي باتريس كارتيرون فى مناسبتين ولكنه خسر البطولة مرة على يد الوداد المغربى ومرة على يد الترجى التونسى، وكان التعاقد بمثابة التحدى للطرفين .
فالأهلى الباحث عن استعادة أمجاده الأفريقية تحدى الأصوات الرافضة لهذه الخطوة و موسيماني الباحث أيضاً عن تكرار إنجاز تحقيقه للبطولة بعدما حقق اللقب فى عام 2016 على حساب نادى الزمالك، لقب كان الأول فى تاريخ النادى والمدرب الجنوب أفريقيين.
النادى الأهلى تعاقب على تدريبه العديد من المدربين من مختلف المدارس التدريبية وكان له السبق فى خوض تحديات عديدة للتعاقد مع مدربين لم يسبق لهم كتابة مجد فى مسيرتهم التدريبية وأيضاً من مدارس تدريبية لم يسبق لأحد مدربيها الحصول على فرصة التدريب فى النادى الأهلى، لذلك فمسألة التعاقد مع مدرب من أبناء القارة السمراء خطوة ليست بعيدة عن تاريخ أفضل أندية القارة السباق دوماً نحو الريادة فى كل شئ.
أقرأ أيضا: معلق مباراة مصر والمغرب في كأس أمم أفريقيا 2021
ولم تكن الخطوة بغريبة لأن المدرب نفسه حقق طفرة مع ناديه وأدخل لقب الأميرة السمراء إلى خزائنه للمرة الأولى، ولكن ذلك لم يكن شفيعاً له عند من عارضوا فكرة التعاقد واستمر بعضهم فى انتقاده لفترات طويلة حتى بعد أن خطى المدرب خطواته الأولى بثبات وثقة محققاً انتصارين متتالين على الوداد ذهاباً وإياباً ثم حقق اللقب على حساب الغريم التقليدى نادى الزمالك.
وكرر موسيماني صولاته وجولاته فى أدغال أفريقيا وحصد لقب السوبر الأفريقى على حساب نهضة بركان المغربى ثم إطاحته بصن داونز ناديه السابق والترجى التونسى فى طريقه نحو إلتهام كايزر تشيفز الجنوب أفريقى ليصعد مرة أخرى على منصات تتويج أفريقيا فى غضون 8 أشهر فقط كانت كفيلة بتسيد الأهلى القارة من جديد بعد غياب دام 7 سنوات عاد النسر يحلق عالياً فى سماء أفريقيا معلناً جاهزيته لمنازلة أى فريق ثم أخيراً تحقيقه للقب السوبر الأفريقى للمرة الثانية توالياً على حساب الرجاء المغربى.
اقرأ أيضا: فيديو.. نقاط القوة والضعف بمنتخب المغرب قبل مواجهة مصر في ربع النهائي
الأرقام والبطولات التى حققها موسيمانى مع الأهلى أيضاً كانت محل إثارة للجدل من قبل المتابعين سواء كانوا إعلاميين ونقاد أو مشجعين فالمدرب الذى لم يخسر الأهلى تحت قيادته سوى فى خمس مناسبات رأى البعض أن هذا الرقم كان من الممكن تداركه وأرقامه التهديفية التى تعد من المعدلات الأعلى فى تاريخ النادى أيضاً كانت محل عدم رضا فالمحصلة النهائية لدى المنتقدين أن هذا قدر الأهلى وأن الرجل أخفق فى مرات عديدة سواء بسوء إدارة لبعض المباريات أو قراراته عن تغيير بعض اللاعبين، وعلى النقيض فإن المؤيدين الداعمين له يرون أنه يسير فى طريق ينتهى بأن يكون المدرب الأفضل فى تاريخ النادى أو حتى مناطحة الأفضل مانويل جوزيه.
الإعلام غالباً ما يتخذ موقفاً منتقداً للمدرب القادم من بلاد البافانا بافانا ودائماً ما يردد بأنه ليس مناسباً لقيادة النادى الأهلى ومتخذين دوماً من إسمه مادة إعلامية خصبة تتصدر المشهد الرئيسى فى كثير من الأحيان لدرجة وصلت أن تم وصف ما يحاك له بالعنصرية إثر بعض المحاولات للتقليل من حجم الإنجاز الذى تحقق تحت قيادته، ومن المفارقات التى حدثت فى الإعلام أن ذكر أحد الإعلاميين بعد حصول الأهلى على 4 ألقاب أفريقية تحت قيادة موسيمانى أن الآن فقط قدم المدرب أوراق اعتماده …… يا للعجب.
السوشيال ميديا أيضاً كانت ولا تزال ساحة للمناظرات المستمرة عن موسيمانى فهناك من يتنقده عند الإخفاق وهناك من ينتقده حتى مع الفوز وهناك من يدعم على طول الخط، ولكن الواضح للعيان أن الجنوب أفريقى شخص لا يوجد عليه إجماع قد يكون كغيره من المدربين الذين دربوا النادى الأهلى ولكن لا فالأمور مختلفة كثيراً عن أى مدرب فالجنوب أفريقى يتم تسليط الضوء عليه فى كل المناسبات الإستعداد للمباريات، والإدارة الفنية، وإراحة اللاعبين، وعدم الإعتماد على بعض الأسماء، أو الإصرار على أسماء بعينها، توقيت التغيير فى المباريات، توقيت إحراز الفريق للأهداف،الفرص الضائعة، جودته التكتيكية والفنية، تصريحاته.
النادى الأهلى هو حديث الساعة وبالتبعية يكون المدير الفنى له هو أبرز الأسماء التى يتم تداولها فى جميع وسائل الإعلام ولكن الأهلى هو الأهلى عبر تاريخه الطويل وموسيمانى مدرب وسط أجانب عديدين دربوا القلعة الحمراء ولكنه الأكثر تناولاً من قبل الإعلام فلم يوجد مدرب على مر العصور فى النادى الأهلى يتم تناول أخبار إقالته أو تناقل أخبار عن مفاوضات الأهلى مع مدرب لخلافته أو حتى فتح ملف التجديد له بكل هذا الضجيج.
كل مدربى العالم عرضة لإرتكاب بعض الأخطاء فى مسيرتهم التدريبية ولكن ليسوا موسيمانى المنتقد دوماً فى كثير من الأحيان.
هل هذه معركة ضد الأهلى واستقراره أم معركة ضد موسيماني نفسه؟
هل موسيماني شخص مثير للجدل؟ أم أنه فقط شخص ملفت للأنظار وصائد للكاميرات وميكروفونات الإعلاميين؟ أم أنه مرفوض من قبل المشجعين؟ أم أنه جدير بتدريب القلعة الحمراء؟
كل هذه تساؤلات تدور فى أذهان الملايين من المتابعين للنادى الأهلى فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط تثبت حقيقة واحدة بما لا يدع مجالاً للشك بأنه ما بين الرفض والقبول ليس لشخصه فقط وإنما لعقليته التدريبية وأفكاره التكتيكية وطريقته فى إدارة الفريق.