مفاجأة متوقعة !
مفاجأة متوقعة !
تابعنا جميعاً الأحداث المؤسفة التى سبقت مباراة الاهلى والإسماعيلى من تجاوز بالالفاظ وتعدى من بعض جماهير النادى الاسماعيلى على حافلة جماهير النادى الأهلى التى كانت فى طريقها لمؤازرة الفريق الأحمر فى إستاد برج العرب بالإسكندرية ليتشكل أمامنا مشهد حزين للكرة المصرية يعود بنا سنوات للوراء يعود بنا إلى نقطة الصفر ، مشهد ينذر بأن القادم يمكن أن يكون أسوأ إذا لم نتخذ هذه الحادثة كناقوس خطر يهدد الجميع .
ولكن فى الحقيقة إن هذه الواقعة ليست إلا نتيجة طبيعية لما تشهده الساحة الرياضية من أحداث لا علاقة للرياضة بها من قريب أو بعيد حيث أصبح التجاوز و التطاول قوة وإنتصار و الإساءة هى الأسلوب الأمثل للرد عند الاختلاف فى الرأى لتتحول المنافسة إلى عداوة وكراهية لتسود أجواء التعصب الأعمى بين الشباب .
فلما كل هذا الإندهاش مما يحدث الان ؟!
لما الإندهاش وقد أصبح مسؤولى الكرة المصرية من أهم مصادر التعصب وترسيخ خطاب الكراهية والتفرقة حسب الأهواء والإنتماءات فىغياب تام للعدالة وتطبيق اللوائح والقوانين ومحاسبة المخطئ والمتجاوز وردع أبواق الفتن وإخراسها بدلاً من تبرير أفعالها والدفاع عنها أوالتغافل عنها على الأقل ! .
لما الإندهاش وهذا هو حال الإعلام الرياضى فى مصر؟ …. الإعلام وما أداراك ما الإعلام !!!
الإعلام الذى أصبح ملاذاً لكل مروجى الإشاعات
والفتن الذين يسعون بلا هوان لترديد الأكاذيب بشكل مستمر حتى يتم ترسيخها وتحويلها إلى حقيقة مزعومة فى عقول المتلقين .
الإعلام الذى يُستخدم فى توجيه الرأى العام ضد أندية بعينها والتحريض على جماهيرها بشكل مباشر تحت أعين الجميع ولم يحرك أحدساكناً !
اقرأ أيضا: من هو جلال الدين ماشاريبوف لاعب الأهلي الجديد؟!
الإعلام الذى لا مبدأ له فى تناول أى قضية على الساحة فنجدهم منتفضين يطالبون بتطبيق القانون فى قضية ما وأخرى ينتفضون يطالبون بعدم تطبيقه !
فكم من تصريحات كارثية جاءت على ألسنة بعض مسؤولى الأندية دون حساب ؟
كم من مسؤول أقر بحدوث تلاعب وتحايل فى اللوائح دون محاسبة ؟
كم من إتهامات تلقى جزافاً دون مراجعة لتقاليد المجتمع واخلاقياته ؟
وليس هذا فحسب بل أن الشئ المضحك أنه عند وقوع أى حادثة نجد نفس الأشخاص المحرضين على العنف داعمين لأى إجراءات رادعةضده ليرتدوا رداء الحيادية والعقلانية فجأه داعين الجميع للتحلى بالروح الرياضية ونبذ التعصب ليتواروا بعدها عن الأنظار فترة ليستبالكثيرة حتى يتناسى الجميع ليعود كل منهم إلى دوره فى النفخ فى النيران مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن ، لتقف مذهولاً أمام هذا المشهدالعبثى وكأنه مسرحية هزلية !
اقرأ أيضا: أول قرار رسمي من رابطة الأندية بشأن واقعة جماهير الإسماعيلي
ليبقى السؤال الأزلى إلى متى سنظل نحيا فى هذا الكابوس الذى لا نهاية له ؟ ألم يحن الوقت لتصحيح الأوضاع قبل وقوع الكارثة ؟ أليسمنكم رجل رشيد يسعى لإصلاح ما تم إفساده ؟ فترسيخ الروح الرياضية الذى ينادى به الجميع لا يكون عبر المداخلات والمؤتمرات والبياناتالواهية بل من خلال الحزم والعدالة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع وتطبيق القانون .
ولكنى أثق أن الإعلام الرياضى سيطرح تساؤل محورى أهم بكثير من كل ماسبق ذكره ، لماذا الأهلى لا يلعب فى الإسماعيلية ؟!