اكتشف موهبتك الصحفية

كله بان بعد البيان

كله بان بعد البيان

في موقع المسؤولية يجب أن تكون الخطوات والقرارات المتخذة مدروسة بعناية فائقة كي تأتي بثمارها بينما المشجعين دائماً ما تحركهم العواطف والحماس لذا فالمسؤول يضع نفسه تحت الميكروسكوب والمشجع يعزف على أوتار المشاعر.

أزمة افتعلها الكاف وما زال يشعل فتيلها ولم يكترث للوائح تم وضعها من قبل مسئولين سابقين والتى تقر بأن  نهائى دورى أبطال أفريقيا يلعب من مباراة واحدة وفى أرض محايدة .

وذلك من بعد بطولة 2019 والتى شهدت مهزلة تاريخية وكارثة لا تقل خطورة عما يحدث هذه الأيام والبطل فى هذا المشهد هو الكاف، حتى بعد أن تغيرت الإدارة المسئولة لا تزال الأخطاء والمشاكل تتكرر.

النادي الأهلي طرف يقف وحيداً في مواجهة الكاف ومكتبه التنفيذى والإتحاد المغربى والذى يمثله فوزى لقجع الذى كان نائباً لأحمد أحمد الرئيس السابق للكاف والذى يسيطر بقوة داخل أروقة الإتحاد الافريقى وسط مشاهدة من الإتحاد المصرى لكرة القدم دون دعم أو مساندة لممثل الكرة المصرية الوحيد فى البطولات الأفريقية والذى يبعد خطوة عن تحقيق إنجاز فريد له وللكرة المصرية كلها ما إذا تسنت له فرصة تحقيق اللقب الثالث على التوالى لبطولة دورى أبطال أفريقيا.

ومن خلال الأيام الماضية ومنذ أن تم إعلان خبر تنظيم المغرب لنهائي دورى أبطال أفريقيا وهو النهائى الثانى على التوالى الذى تنظمه المغرب وهذا أول خرق للوائح تحرك النادى الأهلي وأبدى اعتراضه على هذا الإسناد وأرسل خطاباً للكاف يفيد بضرورة الإلتزام بقواعد اللعب النظيف ومبدأ تكافؤ الفرص ولعب النهائى على أرض محايدة .

اقرأ أيضا: مقابل مالي واستعارة لاعبين.. طلب فيوتشر للتنازل عن أحمد عاطف للأهلي

ولم يهتم الكاف بهذا الخطاب وأكد على أن المغرب هى من ستنظم النهائى وأشار المدير الإعلامى بأن إنسحاب السنغال كان سبباً فى تنظيم المغرب للنهائى، وظهرت تقارير بعد أيام تفيد بغضب موتسيبى بالقرار وكأنه لم يكن على دراية بقرار صدر عن إتحاد قارى يرأسه.

ومع تحرك النادى الأهلى انتفض الجمهور العظيم فى خطوة تاريخية وسيطروا بشكل كامل على السوشيال ميديا وسجلوا إعتراضاً وصلت أصداؤه إلى كافة أنحاء العالم واستمر هذا الإجتياح الجماهيرى لأيام متواصلة.

الكاف وسط هذه الأجواء المشحونة لم يحرك ساكناً نحو إحتواء الأزمة بل أصر أن يزيدها من خلال تصريحات مسؤوليه الغير مسؤولة دون إكتراث للوائح أو قوانين الكاف المكتوبة ورقياً ما فتح أبواباً للتساؤلات والشك بأن الفساد والمصالح هما المحركان الرئيسيان لكل قرارات الكاف والذى كان محط إتهامات واسعة على مدار شهور منذ كأس الأمم الأفريقية ومباريات تصفيات كأس العالم للقارة السمراء.

اقرأ أيضا: موقف مصابي الأهلي من مواجهة البنك الأهلي

وفى ظل استمرار الأزمة أصدر النادى الأهلى بياناً أعلن من خلاله عن بعض القرارات والتى توضح وتؤكد الآتى:

-حرص النادى الأهلى على العلاقات مع الأشقاء المغاربة.

-تأكيد النادى الأهلى على قيمته ومكانته ومبادئه.

-التمسك بحقوق النادى وعدم التفريط فيها.

-سلك القنوات الشرعية للحصول على حق النادى وترسيخ دوره فى القضاء على سلبيات المنظومة الرياضية.

-إعلان إقامة مؤتمر لتوضيح كافة الحقائق بعد نهائى دورى أبطال أفريقيا.

-التنويه بتكرار نفس المشاكل والتى تمارس ضد النادى وذلك من خلال استدعاء اللاعبين الدوليين لمنتخباتهم حيث أن موعد النهائى يتزامن مع موعد الأجندة الدولية وقد تكرر ذلك الأمر سابقاً حينما تضاربت مواعيد كأس الأمم الأفريقية مع كأس العالم للأندية فبراير الماضى.

وبعد أن أعلن النادى الأهلى عن بيانه والذى انتشرت أصداؤه فى كل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا ظهر الداعمون كما ظهر المنتقدون، فهناك من يرون أن مثل تلك البيانات لا تجنى الثمار المرجوة وما هى إلا خطوة لتهدئة الرأى العام والجماهير الغفيرة وانتقدوا بشدة هذه الخطوة من مجلس إدارة النادى رؤية منهم بأنها لم تتسق مع ضغط الجمهور الذى مارسه خلال الأيام الماضية.

كما أنهم رأوا بأنها ستثبط من عزيمة الجمهور لأنها أحدثت إختلافاً وسط الجمهور وتفرقة بعد الإتحاد الذى شهدته القاعدة الجماهيرية، وانطلق البعض فى محاولة النيل من مجلس إدارة النادى لتكرار تلك البيانات فى أكثر من مناسبة.

وهناك من رأوا أن البيان لم يكن فى الإمكان أفضل مما كان ودعموا قرارات مجلس الإدارة التى أعلنت من خلال البيان إستناداً على أن الأهلى دائماً ما يتحد خلف صف رئيسه وقراراته لأنها تكون الأنسب للنادى.

وهناك من لم يتفقوا مع بعض القرارات ولكن رأوا أنه من الحكمة التأكيد على الدعم لمجلس الإدارة وقراراته إيماناً منهم بأن العقلانية فى التصرف هى دائماً ما تنتصر للأهلى وأن الحماس قد يفرط فى حقوقه.

كل ما يحدث هو بمثابة وجهة نظر قد تكون صائبة وقد لا تكون وعلى الجميع أن يعى دوره جيداً دون تعدى على دور غيره فالتسلسل القيادى والإدارى والجماهيرى لا يصح أن يتداخل .

فالرئيس ينظر للقرارات بشئ من الحكمة والتروى والدراسة والإدارى قد يعطى مزيج من الحكمة والحماس بينما الجمهور تحكمه العاطفة والمشاعر أولاً.

كان هذا البيان إبانة ووضوح لمواقف أطراف الأزمة ولا يوجد هدف من وراءه سوى إعادة الحق وترسيخ تكافؤ الفرص ودرأ الشبهات والقضاء على سلبيات المشهد والأرتقاء بالقارة وكل هذا ما يسعى إليه النادى الأهلى إدارة وجمهوراً ومهما كان هناك خلافاً بين الأصوات نعود جميعاً لقاعدة واحدة لن تتغير مهما حدث وهى (الأهلى فوق الجميع)

كله بان بعد البيان

د/ أحمد السيد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock