قطر والمونديال و الــ ” 17″ مليار دولار
أمتار قليلة من الساعات والدقائق تفصلنا عن أهم حدث عالمى يتابعه الكثير ولن نبالغ إن قلنا المليارات من البشر في جميع أنحاء العالم حيث تتجه أنظارهم إلى قطر لمتابعة كأس العالم 2022 .
البطولة التي تضم 32 منتخبا من جميع قارات العالم من مختلف الأجناس والثقافات والأديان يتنافسون لقرابة الشهر حتى يتمكن أحدهم بالظفر باللقب والإحتفاظ به لمدة أربعة سنوات مقبلة .
سيعيش العالم بأكمله وخاصة متابعي كرة القدم أوقاتا من المتعة الكروية في أضخم حدث رياضي كروي في العالم يستيقظ الجميع ولمدة 28 يوما على الأخبار والكواليس والتصريحات الخاصة باللاعبين والمدربين يترقب الجميع المباريات والمنافسات على أحر من الجمر سيعيش العالم وجبة كروية دسمة ينتظرها كل أربعة سنوات .
قطر جاهزة لاستقبال أهم حدث رياضي عالمي
فهذا هو الجانب الرياضى الكروى أو الترفيهي إن جاز لنا التعبير لهذه البطولة الجانب الأكثر أهمية لدى العامة خاصة مع بدايات هذه البطولة عام 1930 .
وحتى سنوات قريبة قبل أن تصبح الرياضة عامة وكرة القدم خاصة محرك وعامل رئيسي في كثير من مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا .
فهناك من ينظر إلى هذا الحدث نظرة مغايرة لنظرة المشجعين والمناصرين من الجماهير العالقة بحب كرة القدم ينظر إلى مثل هذه البطولات من ناحية تأثيرها السياسي والإجتماعى وكذلك العوائد المادية التى تعود على من يحظى بشرف تنظيم هذه البطولة .
ماذا تستفيد قطر من تنظيم كأس العالم ؟
لا نحتاج إلى انتظار انطلاق البطولة حتى نرى مدى الاستفادة التي حصلت عليها دولة قـطر من جراء تنظيم هذا المحفل الكبير.
فمنذ عام 2010 ولحظة إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم إختيار دولة قطر لنيل هذا الشرف العظيم اتجهت أنظار العالم تجاه هذه الدولة الصغيرة في خليج العرب بكل شغف وتساؤل عن مدى قدرة هذه الدولة صغيرة المساحة على استضافة مثل هذا التجمع العالمي الأكبر والأشهر جاء اختيار قطر لتنظيم المونديال .
اقرأ أيضاً: الأهلي يعتمد أكبر ميزانية في تاريخه
واضعا إياها أمام أعين العالم أجمع فلا أبالغ إن قلت أنه كان هناك من يعيش في هذا العالم من كان لا يعرف اسم هذه الدولة لكنه بعد هذا الحدث أصبح لا يوجد شخص في العالم لا يعرف قطر أو على الأقل لم يبحث عنها على الإنترنت او لم يشاهد خبرا عنها وعن استعداداتها لهذه البطولة.
مما يعنى زيادة أسلحة قوة قـطر المعنوية والتى ستخدمها لاحقا في كافة المجالات حيث يعلم الجميع مدى تفوق هذه الدولة سواء اتفقت او اختلفت مع سياساتها في الملف الإعلامى سواء السياسي أو الرياضي عبر قنوات الجزيرة وقنوات بي إن سبورت .
فالترويج للدولة القطرية هو أكبر مكسب وعائد ستحصل عليه قطر من جراء تنظيم هذه البطولة خاصة بعد بدايتها حينما يرى العالم المشهد الختامي للبطولة التي شهدت منذ اللحظات الاولى ضجة كبيرة من لحظة إعلان التنظيم حتى الآن ما بين تشكيك في أحقية التنظيم إلى مدى القدرة عليه وموعد البطولة الذي تم تغييره وأصبح في فصل الشتاء.
اقرأ أيضاً: انتهاء أزمة الحضري وميكالي في المنتخب الأولمبي
وهو الوقت المناسب في منطقة الخليج العربي لممارسة كرة القدم في هذه المنطقة نظرا لقسوة الطقس فيها في فيصل الصيف وهو الموعد المعتاد لكأس العالم حيث أن ١٥-٢٤ درجة مئوية: متوسط درجات الحرارة الدنيا والقصوى في شهر ديسمبر بدولة قـطر .
استضافة قطر للمونديال يزيد من جذب السياحة لها
سيرى العالم بمختلف أجناسه الدولة القطرية العربية المسلمة الحديثة سيعيش العالم بإعلامه وقنواته لمدة شهر في مجتمع عربي مسلم عن قرب ناقلا للثقافة القطرية والعربية والإسلامية سيقوم بعمل أكبر حملة سياحية لقطر عبر تاريخها كانت لن تجد مثل هذا المحفل لعمل مثل هذه الحملة حيث أنه من المتوقع وصول مايقرب من مليون ونصف المليون وهو عدد المشجعين المتوقع زيارتهم دولة قطر خلال بطولة كأس العالم قـطر ٢٠٢٢.
قامت قطر بتشييد بنية تحتية لإستضافة البطولة سواء كانت بنية رياضية عن طريق بناء الملاعب أو من حيث المرافق العامة التى تستخدم لخدمة المواطنين والمقيمين حيث قامت قطر ببناء ثمانية استادات استعداداً لاستضافة منافسات كأس العالم قطر ٢٠٢٢ .
وقد تضمّن ملف قطر لاستضافة بطولة كأس العالم قـطر ٢٠٢٢ اثنا عشر استاداً لكن كما هو الحال في جميع بطولات كأس العالم لكرة القدم، يتم مراجعة خطط ملف الاستضافة الذي قدمته الدولة الفائزة باستضافة الحدث للتوصل إلى مقترح نهائي للمدن ومشاريع الاستادات، والتي تخضع بعد ذلك لموافقة اللجنة التنفيذية للفيفا.
وتم رؤية هذه الملاعب والتى خضع بعضها للتجربة من خلال بطولة كأس العالم للأندية عام 2021 وكذلك بطولة كأس العرب واللتين أقيمتا في قطر عام 2021 وظهرت فيها الملاعب وكذلك استخدام بعض آليات العمل المعدة لبطولة العالم وظهرت البطولتان بنسبة نجاح ممتازة أشاد بها الجميع .
اقرأ أيضا: غيابات ومفاجآت في قائمة منتخب البرتغال لكأس العالم 2022
العوائد المادية وهى من وجهة نظرى أخر أمر يهم دولة قـطر الدولة الغنية التي ترى في اكتساب عوائد معنوية وترويجية الهدف الأول والأسمى حيث تبلغ تكلفة تشييد استادات بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ وملاعب التدريب ٢٣ مليار ريـال قطري (٦.٥ مليار دولار أمريكي) تتوزع على مدار اثني عشر عاماً.
وتعتبر هذه الميزانية شبيهة بميزانيات النسخ الأخيرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية.
ومن الجدير بالذكر أن اللجنة العليا لا تمول أغلب المشاريع الوطنية لتطوير البنية التحتية، فعلى سبيل المثال، نجد أن مشروعيّ توسعة شبكة الطرق وشبكة قطارات المترو الشاملة في البلاد يمثلان جزءاً من رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، والمقرر تنفيذها بعيداً عن استضافة بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢.
لكن على مستوى المداخيل ستجني العديد من المكاسب حيث صرح سابقا ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم 2022 في قطر، عن أن العائدات الاقتصادية المنتظر أن تحصل عليها دولة قطر من تنظيم المونديال ستصل إلى 17 مليار دولار إن قطر ستجني عائدات في أثناء البطولة وبعدها .
ومنها زيادة عدد السائحين وهو من أهم المعايير التي وضعت لدراسة العائد المادي مبينا أن المونديال يتابعه ما بين 3 إلى 4 مليارات نسمة حول العالم، مما يعزز أن تكون قطر وجهة سياحية عقب البطولة.
فكل هذه العوائد من مال وغيره يكون سببها مباراة أو بطولة في كرة القدم أصبحت الرياضة اليوم ليس كما كان في السابق مجرد تسلية ومضيعة للاوقات أو تفريغ للطاقات.
بل أصبحت مصدر رئيسا وليس هاما فقط في حياة العالم لما لها من تأثيرات سياسية وإقتصادية وإجتماعية لذا تنبهت الكثير من الدول لذلك وسارعت في بناء تشريعات وقوانين تحول الرياضة من مجرد نص عام في أغلب دساتير العالم إلى بنيان تشريعي كامل يشمل جميع النواحى الرياضة.
وتسارعت الكثير من الحكومات بتذليل الصعاب وجعل الرياضة عاملا مهما في إقتصادها لا عالة عليها برصد الميزانيات الخاصة بها دون جدوى أو منفعة أصبح المجال الرياضى أيضا يستوعب العديد من العمال والموظفين في شتى الأماكن أصبح التخصص الرياضي مطلوب في شتى المجالات ..
لذا على الحكومات أن تنظر للرياضة نظرة مغايرة عن ذى قبل فهى ليست مجرد تسلية ولا أداة لإلهاء الشعوب عن مشاكل المجتمعات بل أصبحت صناعة وإقتصاد وأموال وسياسات وقوانين بالإضافة إلى كونها تهذيب وصحة وأخلاق .