عشوائية وفساد الكاف
عشوائية وفساد الكاف
أزمة جديدة تفاقمت خلال الأيام الماضية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فى مسلسل الأزمات المتكررة على الساحة الأفريقية ألا وهى أزمة ملعب نهائى دورى أبطال أفريقيا 2022 المباراة التى لا يفصلنا عنها سوى أيام قليلة.
ملعب من المفترض أن يتم تحديده قبل بداية البطولة لن أقول مثلما يحدث فى أوروبا التى تحدد ملاعب البطولات الأوروبية قبل بدء البطولات بشهور .
ولكن منعاً لكثرة الأحاديث حول الإنحياز أو الفساد أو المصالح أن يتم تحديد الملاعب التى ستقام عليها مباريات النهائى للبطولتين الأفريقيتين(دورى الأبطال، كأس الكونفدرالية) .
عشوائية وفساد الكاف
على الأقل عند إنطلاق البطولة أو دور المجموعات، ولكن لأننا نقبع فى مستنقع العشوائية والفساد نسحب فتيل الأزمات فى الوقت المناسب لإشعال الفتنة، نفتعل الأزمة وكأننا نتكسب من ورائها كالصحف الصفراء، نفجر المشكلة لنوارى الأنظار عن كوارث أكبر.
فإلى متى؟ ولماذا؟ ومن المستفيد؟
تساؤلات عديدة ولا نجد سوى إجابة واضحة هى أن الإتحاد الأفريقى لن يخلع ثوب الفساد والعشوائية مهما تغير من يرأسه.
وبالحديث عن رئيس الإتحاد الأفريقى الجنوب أفريقى موتسيبى الذى لا أجد مسمى لوصوله لمكانته سوى صفقة أبرمت داخل أروقة الكاف.
اقرأ أيضا: الزمالك يتوصل إلى بديل بن شرقي
وهو الذى صرح بأن الفساد الذى كان يحدث قديماً قد ولى عهده ولن يتكرر فى وجوده ولكن ما حدث كان عكس ما قيل تماماً ولا نرى سوى تكرار الفساد والعشوائية والتدهور الذى اعتدنا على رؤيته يحدث فى البطولات الأفريقية، وكأس الأمم ليس ببعيد ولم ينسى أحد المهازل التى شاهدها العالم أجمع.
الحديث هنا عن مباراة نهائى دورى أبطال أفريقيا والتى ستقام يوم 30 من الشهر الجارى وقد تحدد بنسبة كبيرة طرفى النهائى وهما الأهلى المصرى والوداد المغربى اللهم إلا إذا حدث مفاجأة وتغير طرفى النهائى بعد مباراتى العودة للدور قبل النهائى.
نرى الإتحاد الأفريقى يعلن بعد مباراتى الذهاب وقبل أيام قليلة من مباراتى العودة أن ملعب نهائى دورى الأبطال سيكون فى المغرب وهو ما يضرب بقواعد اللعب النظيف وتكافؤ الفرص عرض الحائط وقد أرسل النادى الأهلى خطاباً للإتحاد الأفريقى يفيد بضرورة تحديد ملعب نهائى البطولة خارج حدود الأربع دول التى يلعب أطرافها فى المربع الذهبى.
وبالحديث عن قمة العشوائية فى الأزمة أن تنسحب السنغال من المشهد ولا يتبقى سوى المغرب ولن يتبادر ذهن المشجعين سوى أن الأمر برمته تم الترتيب له وكان لزاماً على المكتب التنفيذى لتحقيق العدالة أن يرفض طلب المغرب لتنظيم المباراة النهائية وفتح باب قبول طلبات التنظيم خارج الأربع دول ولكن ما حدث كان الإقرار بأحقية المغرب فى تنظيم النهائى.
اقرأ أيضا: فيديو..مدحت شلبي يفجر مفاجأة بشأن عدم طلب مصر استضافة النهائي الافريقي
الأمر ليس بالسهل إذ أن الوداد المغربى الذى اقترب من التواجد فى النهائى كان صاحب أزمة شهيرة قبل ثلاثة أعوام فى مباراة نهائى دورى أبطال أفريقيا 2019 وتم الكشف عن أحاديث بالوعود بحصول الوداد على البطولة فى العام التالى.
لا أتحدث عن وجود مؤامرة ولا أؤمن بها ولكن لماذا كل هذه الجلبة وفتح باب الشكوك إذا كنت تستطيع منع كل المهاترات والهمس بتنظيم نهائى البطولة فى ملعب محايد.
الأزمة تتمثل كذلك فى مدى العشوائية التى تتجلى بوضوح داخل الكاف حيث أنه فى إجتماع المكتب التنفيذى للكاف تم طرح مسألة العودة لنظام النهائى القديم مباراتى ذهاب وعودة لتحديد بطل دورى أبطال أفريقيا بعد أن كنا قد بدأنا فى مواكبة التطور الرياضى العالمى لا سيما وأن قبل بداية البطولة الحالية قد انتشر خبر أن بطولة دورى السوبر الأفريقى قد تبدأ فعاليتها من الموسم المقبل..
هل هناك عشوائية أوضح من ذلك، بطولات بلا نظام ثابت، معايير غير عادلة، تحكيم فاشل، مكتب تنفيذى يدار بالعلاقات والمصالح، اتحادات محلية غير مؤهلة لإدارة ملف كرة القدم، ولا أستبعد نسف تكافؤ الفرص فى النهائى حينما نجد جمهور الوداد يستحوذ على أرجاء ملعب النهائى بحجة عدم شراء جمهور الأهلى تذاكر المباراة والذى من المفترض أيضاً ألا يحدث ذلك ولكن فى ظل ما نراه من عشوائية وفساد وسوء إدارة نتوقع حدوث ذلك ولا حياة لمن تنادى.
على كل من ستكون له فرصة التواجد فى النهائى ضرورة القتال للحفاظ على حظوظه ولكن بما لا يتعارض مع اللعب النظيف ومبدأ تكافؤ الفرص وأتأسف حين أرى موقف النادى الأهلى الذى يتعامل دوماً بالرقى والقيم المثالية الى لا تجد مكاناً فى عالم ملئ بالفساد يوازيه تعامل هش من اتحاد الكرة المصرى تجاه ملف يمس ناد يمثله لن أقول يمثل مصر كدولة ولكنه يمثل اتحاد كرة القدم المصرى.
ولم يقف مسؤولو الكاف عند هذا الحد من العشوائية فقد حددوا 30 مايو موعداً لإقامة النهائى فى حين أنه الموعد لإنضمام اللاعبين الدوليين لمنتخباتهم ضمن الأجندة الدولية أى أن الموعد يعد مخالفاً.
وكأننا فى مسرحية كوميدية أو مسلسل هزلى أطل علينا خبر يفيد بأن رئيس الإتحاد الأفريقى لم يكن على علم بالقرار الذى تم نشره على الموقع الرسمى لاتحاد هو رئيسه وهو موعد ومكان لقاء نهائى دورى أبطال أفريقيا وأنه قد استشاط غضباً وتعهد بفتح تحقيق حول الأمر، ولا أدرى ماذا أقول سوى لنا الله..لأن ذلك الأمر قد يطرح تساؤلات عديدة حول هذا العبث.
من يدير الإتحاد الأفريقى؟
اقرأ أيضا: فيديو..رضا عبد العال: اللاعيبة دي لازم تمشي من الزمالك وبيراميدز الأقرب للدوري
هل موجة الغضب العارمة من جمهور النادى الأهلى كان لها دور فى هذا الموقف؟
هل هناك تجاوز للتسلسل القيادى داخل أروقة الكاف؟
هل هذه تمثيلية بطلها موتسيبى لامتصاص غضب جمهور القلعة الحمراء؟
أزمات متكررة نراها على مدار سنوات وسنوات لم ولن تنقطع ولن ينصلح حال القارة السمراء التى يهوى القائمون على إدارة اتحادها الدخول فى الأنفاق المظلمة.
العشوائية تحكم والفساد يسيطر والتصريحات الهزلية تنتشر وقيمة القارة تنخفض ولا نلوم سوى أنفسنا عند حدوث الكارثة.