عام كامل على القاضية ممكن
عام كامل على القاضية ممكن
في الرابع من نوڤمبر عام 2020، طوى كاتب التاريخ صفحاته ليفتح بابًا جديدا عنوانه “نهائي القرن”
فيه أكد الفارس الأبيض بلوغه النهائي ومواجهة سيد القارة كلّا يبحث عن أميرته بعد فقدها وهي على بُعد خطوة
الصمت خيم على القاهرة، الموعد يقترب، الكل يحبس أنفاسه، كورونا تغزو تشكيل الفريقين كوجبة دسمة لشبح السيناريوهات.
عام كامل على القاضية ممكن
وحبال الأمل كادت أن تنقطع، فقط يربطها تسعون دقيقة.
السابع والعشرون من نوفمبر، لا صوت يعلو فوق صافرة مصطفى غربال حكم اللقاء.
الكل أعدّ عدّته، وحمل شعاره وقلبه وتحامل على قدميه سيرًا باتجاه شاشات العرض، سواء منفردًا بنفسه أو بين صحبته لا يعلم إن كان سيختم ليلته محتفلا معهم بفرحةٍ ربما لا يبلغها مرة أخرى، أو حسرةٍ لن يمحيها الزمن ولو بعد حين
تمام التاسعة، الوقت يمر، خمس دقائق بعد صافرة البداية، علي معلول على زاوية الملعب يحضّر لـ ‘ركنية’ يلعبها على رأس السولية بدقة، ليسكنها عمرو الشباك
القاهرة تهتز .. القاضية ممكن.. جماهير الأبيض سكنت خوفًا من السيناريو المُظلم.
بعد عشرين دقيقة فقط من الاحتفال، اخترق شيكابالا دفاعات النادي الأهلي وأسكن الكرة بهدف قاتل قبل نهاية الشوط الأول
القاهرة تعود لسكون ما قبل المباراة، جماهير الأبيض بدأت تعلو أصواتهم مرة أخرى، الزمالك يضغط بهجومه والثقة تزداد لكن ليست كالأدرينالين
انتهى الشوط الأول، لا أحد يعلم ما دار بغرف الملابس، ولا أي مكيدة ستنصف صاحبها
صافرة البداية الثانية، نقطة ومن أول السطر، التعادلات بكافة صورها سلبية فلا أهداف الدهر كله تحسب، فقط هدف الفوز بالمباراة الأعظم في تاريخ البطولة
الأهداف تضيع، كأن الشباك تنتظر الأغلى الغالية من شخص واحد فقط، لا بن شرقي ولا الشحات، لا زيزو ولا مروان
الكرة تعلم، القائم يعلم، المستطيل الأخضر بطوله وعرضه يعلم من ستقبل أطراف يُمناه شباك اليوم
قبل النهاية بخمس دقائق؛ 85:45 تحديدًا، بعد تشتيت خاطئ للكرة من محمود علاء لخارج المنطقة
يستلم محمد مجدي قفشة الكرة على فخذه اليمنى، ثم بتسديدة صاروخية يسكنها شباك أبو جبل
هنا اهتزت القاهرة دون عودة للسكون، هنا انتهى كل شيء ليبدأ كاتب التاريخ فصول حكاياته مزينة بالأحمر، و بأعلام ترفرف كأجنحة العقّاب الطائر .
اقرأ أيضا: بيان عاجل من الأهلي حول موقف العامري فاروق من الانتخابات
خمس دقائق يحتسبها حكم اللقاء وقت بدل من الضائع، تمر دهرّا على قاطني ‘شِمال الثالثة’ وتخطف كلحظات على يمينها
خلاص أصروا عليها مع الإلحاح، التاسعة يا أهلي التاسعة يا أهلي، وكتبت لهم التاسعة في قميصٍ مغطى بالألقاب
خلاص خلاص خلاص، ديربي القاهرة يحكم بأحكامه، فينال الشامبيونزليج يدلي بأرقامه، النادي الأهلي، النادي الأهلي بطل إفريقيا”
هكذا ختمت المباراة الأعظم، وبها مضى المارد الأحمر في طريقه نحو حصد المزيد والمزيد، محليًا، إفريقيّا، عالميًا.