صفوت عبدالحليم يكتب: وشوشة .. مفضوحة
كلمة “وشوشة” يعرف الجميع أن معناها في اللغة العربية, هو الكلام بين أشخاص بصوت منخفض ، دون أن يسمعهم أحد.
لكنها على أرض الواقع في مصر المحروسة لها متغيرات ومتحورات.
هذه الـ “وشوشة” أصبحت “مفضوحة” للجميع لأنها بصوت عالٍ ومسجلة عبر المكالمات الصوتية ومفضوحة عبر الرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي و الواتساب.
والجائزة في اللغة العربية هي الشيء الذي يتم إعطائه لشخص أو جهة ما، على سبيل التشجيع والتقدير على الجهد المبذول.
ومن المنطقي أن يكون مانح الجائزة له قيمة كبرى، في المجتمع حتى تصبح هذه الجائزة لها معنى أو قيمة كبيرة، لكن للأسف في مصر يحدث العكس.
الـ “وشوشة” أصبحت “مفضوحة” للجميع
فجأة و دون مقدمات ظهرت على الساحة الإعلامية “ماسورة جوائز” ذات رائحة كريهة، انتشرت في المجتمع، وحاول أصحاب هذه “الماسورة” وضعها بالغصب والقوة بين جميع الأوساط في المجتمع، سواء فنية أو رياضية أو اجتماعية.
منذ أيام شاهدت العديد من الرسائل و سمعت مكالمات صوتية مسجلة لأشخاص بعضهم من الفائزين وآخرين كانوا من المرشحين لهذه الجوائز الوهمية.
سمعت وشاهدت كيف تم التفاوض معهم على دفع قيمة هذه الجوائز !!!
وبالطبع لم أشعر بالدهشة والاستغراب من تصرف عُمّال هذه “الماسورة” أثناء التفاوض، وسأقوم بكشف مفاجأة في نهاية هذا المقال.
“ماسورة الجوائز” هذه هدفها ابتزاز المشاهير وخداعهم بجوائز وهمية، وجمع أموال بطريقة “شخلل” علشان تكسب جائزة!!
اقرأ أيضاً: عاجل.. فيريرا يستبعد نجم الزمالك من مواجهة الإسماعيلي
مايفعله عُمّال “ماسورة الجوائز” الوهمية فاق التوقعات والخيال، حيث لم يتم فقط تطبيق مبدأ “التسعير” في قيمة الجائزة، بل تحوّل الأمر للحصول على قيمة الجائزة بالدولار ! آه والله العظيم بالدولار !
ورغم أن غالبية هذه الجوائز تتم بمقابل مادي “كاش” أو بالتحويل عبر الحساب البنكي لهذه “الماسورة، لكن يتم منحها أيضاً لبعض الشخصيات الهامة في المجتمع المصري تحديداً بهدف كسب الصداقات، وبالتالي يتم من تحقيق الاستفادة المادية بطريقة غير مباشرة من هذه الشخصيات.
عُمّال هذه “الماسورة” ذات الرائحة الكريهة لا كرامة أو ضمير لديهم، ولذلك من الطبيعي أن يكون أصحاب هذه الجوائز الوهمية مثلهم تماماً في الكرامة والضمير.
اقرأ أيضاً: موعد إرسال قائمة الأهلي المشاركة في كأس العالم للأندية
ما أدهشني هو تصرّف الأشخاص الذين وافقوا على دفع هذه الأموال مقابل حصد جائزة وهمية من مكان لا قيمة له ولا تأثير له مثل قوة المؤسسة اللذين يعملون بها!!
من وسط عشرات الفائزين “الوهميين”، استوقفني مثال وحيد وغريب وعجيب أيضاً، سيكون هو الخلاصة في “ماسورة جوائز” ذات الرائحة الكريهة في مصر والعالم العربي.
سألت نفسي ..شخص يعمل في مؤسسة إعلامية رائدة في الوطن العربي، يا ترى ما الذي سيحصده من تلك الجائزة الوهمية التي دفع من أجلها آلاف الدولارات ؟!
فهو يعمل في مؤسسة إعلامية تملك اسماً كبيراً ، وجعلته في مكانة اجتماعية كبيرة لم يكن يحلم يوماً ما بالوصول لها إذا كان يعيش في بلده الأصلي، خصوصاً بعد الحرب التي شهدتها منذ سنوات ؟!
اقرأ أيضاً: كاف يكشف حقيقة إلغاء دوري الأبطال بسبب السوبر
ويبدو أن هذا الشخص لا يعلم المكانة الاجتماعية التي اكتسبها من مؤسسته الإعلامية التي تتفوق بكل تأكيد على جائزة وهمية لا محل لها من الإعراب أمام الجميع.
لكن يبدو أن الشعور بعدم الثقة في النفس يدفع بعض الناس إلى تصرفات توهمهم بأنها تجعلهم في مكانة كبيرة في أعين الآخرين، لكن في الحقيقة تكون العكس تماماً.