منذ ليلة الاثنين ، سيطرت إصابة محمد الشناوي حارس مرمى النادي الأهلي ومنتخب مصر خلال مباراة ليبيا ، وما حدث مع مدربه عصام الحضري على الحديث بين الجميع داخل في الوسط الرياضي .
لم يكن حديث الناس – سواء كانت الجماهير أو وسائل الإعلام- متعلقاً بتشخيص الإصابة أو حجمها أو مدة غياب حارس مصر الأول عن المباريات، بل كان الحديث في شأن آخر ، يمكن القول بأنه “شيء شخصي” بين الحارس الكبير ومدربه ، الحارس الأسطورة عصام الحضري!!
عزيزي القارئ ، نحن في مصر نختلف عن الآخرين في كل شيء ، فنحن نحب دائماً السير عكس الاتجاه – طبعاً لا أقصد بذلك السير بالسيارات – .
نحب السير عكس الاتجاه في التفكير ، وفي تناول الموضوعات من زوايا مختلفة ، لا علاقة لها بأصل الموضوع تماماً، فقد أضحكني من يقولون أن الحضري الحارس الأسطوري وصاحب الانجازات الكبيرة يتحدى محمد الشناوي الحارس الواعد والمتميز ويحقد عليه لأسباب شخصية ، ويريد عرقلة مسيرته خوفاً من أن يحطم أرقامه وانجازاته .
هل هذا معقول ؟! هل عصام الحضري مجنون لهذه الدرجة ؟!
بالطبع لا .. الحضري الذي يبدأ طريقه في العالم التدريب ، ليس مجنوناً ليحارب الشناوي ، فهو يعلم تماماً أن نجاح الشناوي وتألقه مع المنتخب هو نجاح شخصي له أيضا ً – أقصد الحضري- وتتويج لجهده كمدرب ونجاح ينسب له في بدايته لعالم التدريب.
وقد يرى البعض تولى الحضري تدريب منتخب مصر مجاملة أو قرار غير مستحق، بدعوى أنه لا يمتلك خبرات تدريبية ، لكن في الحقيقة ،الحضري يملك أكثر من الخبرات التدريبية ، لأن استمراره في الملاعب حتى عمر الـ 45 عاماً أكبر مصدر للخبرات لأنه لم يكن حارس مرمى عادي، وكان بمثابة المدرب لنفسه ، حيث كان يحرص على التدريب خارج الأندية التي لعب لها، بالإضافة لذلك خضع لدورات تأهيلة وحصل على شهادات دولية في التدريب.
عصام الحضري صاحب الـ47 عاماً هو الحارس الأسطوري في تاريخ مصر ، فقد حصد 38 لقباً طوال مسيرته الكروية وهو أكثر حراس مرمى منتخب مصر مشاركة في المباريات الدولية برصيد 159 مباراة، وأكبر لاعب شارك في تاريخ بطولات كأس العالم ، حينما شارك في مونديال روسيا 2018 ، و يمتلك خبرات لا حصر لها.
ربما يكون هناك خلافاً بين الحضري والشناوي، يتعلق بطريقة التدريب ، حيث أن الحضري كان يعتمد على الجانب البدني والتدريب القوي عندما كان حارساً، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع الشناوي الذي يمتلك الموهبة ويعتمد عليها بشكل أكبر من القوة البدنية.
أقرأ أيضاً: الأهلي يكشف عن إصابة الشناوي ومدة غيابه عن الملاعب
وقد يكون ذلك الأمر تسبب في إصابة الشناوي قبل مباراة ليبيا ، وتحامل على نفسه وشارك فيها ثم بعد ذلك تفاقمت الإصابة.
ربما يكون كلامي غير صحيح ، وتكون إصابة الشناوي قضاء وقدر ، لكن خلاصة الكلام أن الحضري مستحيل يكون لديه أي نية لمحاربة الشناوي ، لأن عمله -أي عصام الحضري- هو الارتقاء بمستوى الشناوي وظهوره بمستوى متميز، لأن فشل الشناوي معناه فشل مدربه، وكل من يعرف الحضري يدرك تماماً أنه يرفض الفشل.
