روشتة التعصب الكروي والتوعية
مما لا شك فيه أن الإعلام الرياضي يتحمل المسؤولية بشكل كبير فى ظاهرة التعصب الكروي بين الجماهير.
وتكمن المشكلة في انقراض لغة الحوار والذى يعد عاملا أساسيا فى انتشار ظاهرة التعصب الكروي ، وقد انتقلت آفة عدم وجود لغة حوار وتواصل من المجالات العامة كالسياسة إلى المجتمع الرياضي.
روشتة التعصب الكروي والتوعية
من عوامل إنتشار ظاهرة التعصب الكروي أيضا خلو المدرجات من الجماهير وعدم التصرف بحكمة تجاه روابط المشجعين بإختلاف انتمائاتها وأيضا فى إبعاد الجمهور عن المدرج واستمرار الإعلام فى إشعال فتيل الفتنة بين الجماهير باستخدام أساليب الإستفزاز المتعددة إما بتلون الإعلام بلون نادى أو عدم المصداقية فى نشر الأخبار أو بإختلاق مشاكل وهمية مما أدى إلى رفع حالة الإحتقان بين الجماهير مع إزدياد سبل التواصل وتعدد أشكال تواصل الفرد الإعلامي الواحد مع متابعيه.
إما عن طريق برنامج يقدمه على القناة الفضائية أو الإذاعة أو قنوات اليوتيوب أو البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعى مع تغيير آرائه وتوجهاته فى كل منصة لأغراض شخصية أو توجه المنصة التى يظهر عليها أدى ذلك إلى إضطراب فى الفكر لدى المتابعين وانعكس هذا الاختلاف لديهم بدرجة تختلف من عقلية لأخرى ومن هنا كانت أيضا إحدى عوامل نشر الفتنة والتعصب الكروي.
اقرأ أيضا: بالفيديو: أفشة يرفض استغلال “القاضية ممكن” ضد جماهير الزمالك
الإعلام أداة تم توظيفها بشكل غير مهني لأغراض تسويقية أو شخصية أو لأغراض أخرى أفقدته هويته الأساسية.
فى ظل عدم التوعية للقائمين على المنظومة الإعلامية لن نرى سوى أزمات تحدث ومهازل نأسف ونحن نشاهدها بين المتحاورين على شاشات الإعلام والتى ستنعكس بشكل تلقائى على المشاهدين فمثلما يحدث من تشابك بالأيدى أو تراشق بالألفاظ على مرأى ومسمع من الجميع يحدث بشكل عفوي في المقاهي والشوارع.
دور الإعلام مهم جداً ومن هنا وجب أن نتساءل (هل السخرية فى عرض المشكلة صحية؟) أو (هل النقاشات الحادة ستؤدى إلى حل المشاكل؟) أو(هل على المتلقى ألا ينجرف ويقلد ما يراه ويسمعه من تلقاء نفسه؟)
كل هذه التساؤلات لها إجابة واحدة وهى (التوعية).
إذا تمت عملية التوعية والرقابة للقائمين على الإعلام بشكل منظم وعلمى قبل أن يشرع فى تنفيذ دوره التوعوى سينعكس دوره بشكل سريع.
اقرأ أيضا: الأهلي يكشف تفاصيل مساندة محمد صلاح للخطيب في الانتخابات
الإعلام… ثم الإعلام…. ثم الإعلام
هو كلمة السر ومفتاح حل الأزمات التى نواجهها فى هذا العصر مثل التعصب الكروي
جميع وسائل الإعلام من تلفزيون وصحف وإذاعة ويوتيوب وبث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعى لها دور فى غرس الإيجابيات أو السلبيات فلابد من الإهتمام بها والعمل على تحسينها وتعديل سلوك وضوابط القائمين عليها وتفعيل دور الرقابة بشكل صارم تماشيا مع التوعية لتصحيح المسار والقضاء على الظواهر السلبية.
هناك سلبيات أدت إلى إنحدار الإعلام بهذا الشكل منها ما هو سقطات أخلاقية من زيادة للحقد والغل بين زملاء المهنة والتنافس الغير شريف ظهرت على الشاشة أو صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية ومنها ما هو تدخل من بعض الأشخاص مروجوا الإشاعات المنتشرين بشكل كبير كالفيروس الذى ضرب الإعلام والمجتمع ومنها ما هو أغراض شخصية وحب للشهرة والمال، وأيضا هناك سلبيات بسبب خلط الرياضة بالسياسة فى بعض الأوقات.
في نهاية السلسلة أود أن أنوه على ضرورة ترسيخ المبادئ الأخلاقية والمهنية فى الإعلام وأخذ المبادرة فى تفعيل دور الرقابة الصارمة للحد من الأزمات وتوحيد صف المنظومة الإعلامية لأداء الدور المطلوب، التأكيد على فصل العمل عن الإنتماء والقضاء على آفة الأغراض والمصالح الشخصية.
اقرأ أيضا: من هو أحمد ياسين لاعب البنك الأهلي..أحدث وجوه منتخب مصر
التوعية والتثقيف من أساسيات الإعلام بشكل عام وليس فى المجال الرياضى فقط وتلقائيا سيتأثر الجمهور لأنه مرآة للإعلام.
المجتمع يحتاج إلى توعية شاملة فى كافة نواحي الحياة للنهوض بالسلوك العام الذى يتعامل به الناس فيما بينهم.