لا يستطيع أي من متتبعي الكرة المصرية الإجابة على هذا السؤال والأكثر بؤساً أن الإجابة أيضاً تصعب حتى على مسؤولي الكرة المصرية ومدبري أمرها فلا توجد خطة في العلن ولا حتى حبيسة الأدراج على ما يبدوا لتطوير المسابقة الأعرق في القارة والأكثر متابعة في محيط ليس بهين ببلد فاق تعداده المائة مليون وتحظى بمتابعة حثيثة من ملايين الأشقاء العرب اللذين تفتح وعيهم الكروي ووعي آبائهم من قبلهم على الكرة المصرية في ستينيات القرن الماضي مع بداية ظهور التليفزيون ..وأيضاً الملايين من الطيور المهاجرة في أنحاء المعمورة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً كل منهم يتوق إلى مشاهدة ” دوري عام مصري ” يليق بهذه الدولة ” الضاربة بجذورها في التاريخ ” وهنا نعود للسؤال المطروح ..إلى متى ..!!
لن أتكلم عن سوء الإدارة ولا عن الملاعب ” باستثناء ستاد القاهرة ” ولا جودة النقل التليفزيوني ولا التخبط التنظيمي فكل هذا يمكن تداركه في عام واحد اذا خلصت النوايا وكان هناك إرادة حقيقية من الدولة المصرية لإصلاح ما أفسده الدهر وإعطاء كرة القدم الإهتمام الذي تستحقه باعتبارها اللعبة” الشعبية “الأولى وتحظى باهتمام الغاليية العظمى من الشعب المصري .
بل سأتحدث عن القوانين الساذجة التي سمحت بأن يتحول دورينا إلى هذا الدوري المسخ بلا لون ولا طعم ..اكثر من ثلثي الأندية بلا أي ظهير جماهيري والعدد قابل للزيادة فربما بعد عامين او ثلاثة أعوام لن نجد اي نادي جماهيري غير الاهلي والزمالك في ظل المعاناة الدائمة لأندية الإسماعيلي والاتحاد والمصري في منافسة الأندية الإستثمارية حتى أن النادي الإسماعيلي صاحب الصولات والجولات داخلياً وخارجين وأول من قص شريط البطولات الأفريقية كان على وشك الهبوط هذا العام .
أقول إن كان ولا بد من وجود أندية إستثمارية فما المانع من الإتجاه للأقاليم وتكرار تجربة غزل المحلة النادي الجماهيري العريق المملوك لشركة المحلة للغزل والنسيج بدلاً من تكدس الأندية في العاصمة !وما الذي يمنع إقامة شراكة رياضية مثلاً بين نادي بتروجيت ونادي السويس الرياضي ! أوي البنك الأهلي ونادي الشرقية مثلاً ! االذي كان الحضور الجماهيري لمبارياته بالأمس القريب على استاد جامعة الزقازيق يفوق الحضور الجماهيري لناديي القمة ! هل يليق بنا أن تكون محافظة كبرى مثل الشرقية بلا ممثل في الدوري العام ! والمنصورة ؟ وما أدراك ما المنصورة ..ودمياط وكفر الشيخ والمنوفيه و و و و ….!!
ان كان ما يمنع هو القانون والإجراءات الإدارية فنرجوا من القيادة السياسية الإهتمام وتنظيم الاجراءات القانونية بحيث
يتم دمج الشركات التي تريد الاستثمار الرياضي بأندية الأقاليم ” الجماهيرية ” لكي تعود الحياة إلى هذا الدوري المسخ بالتزامن مع عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الجماهير إلى المدرجات .
أحمد فوزي فارس
