الدوري الهزلي الممتاز
الدوري الهزلي الممتاز
موسم جديد بدأ..أم فصل من فصول مسرحية هزلية اعتدنا أن نراها في السنوات الأخيرة من الدورى المصرى لكرة القدم.
دورى كان الأقوى فى أفريقيا والشرق الأوسط إلى شئ أشبه بدوريات الدول حديثة العهد بكرة القدم.
ويظل السؤال الذى يثير دهشة الجميع.إلى متى سنظل هكذا؟
الدوري الهزلي الممتاز
مصر تعد من القوى الكروية عربياً وأفريقياً بل وكانت هى الأقوى والمنتخب المصرى الأكثر تتويجا بكأس الأمم الأفريقية ولكن مستوى البطولة المحلية لا يليق بحجم اسم وسمعة مصر ومن سئ إلى أسوأ من حيث التنظيم والتسويق وأدوات إدارة المنظومة لم تتطور على مدار سنوات.
بل بالعكس هى دائمة التدهور وتخرج من نفق مظلم لتدخل إلى نفق أكثر ظلاماً، والقائمون على المنظومة لا يتغيرون وكأنهم ورثوا مناصبهم واعتادوا على الفشل المستمر.
اقرأ أيضا: معلق مباراة الأهلي وغزل المحلة في الدوري المصري
لا يكترثون لأمر قيمة الرياضة المصرية؟ أم لا يريدون تطوير المنظومة للأفضل؟
الجواب بسيط إذا أردنا النهوض من جديد ما نحتاجه فقط هو الإرادة والعزيمة للتغيير قبل أن نبدأ.
نحن نعانى معاناة شديدة لا نزال فى مرحلة التخبط فى سن قانون للرياضة مع أنه يوجد لدينا قامات كبيرة فى هذا المجال. أحياناً نتقدم خطوة ولكننا نتراجع العشرات، نكرر فقط لا جديد يذكر ولا قديم يعاد.
ومع المعاناة فى وضع قانون جديد للرياضة نعانى التيه أيضاً فى تعديل لائحة النظام الأساسى لاتحاد الكرة وتعديل شكل الجمعية العمومية بما يتوافق مع المصلحة العامة، ولكن هيهات فهناك المصالح الشخصية والتى تتحكم فى الجمعية العمومية ونظل ندور فى دائرة مفرغة لا سبيل للخروج منها إلا كسر هذه الدائرة وإعادة تكوينها من جديد.
وفى ظل هاتين المشكلتين واللتان تعدان صخرة تتحطم عليها كل الآمال والأفكار التى تفيد لتطوير المسابقة الأعرق فى أفريقيا والشرق الأوسط ومن أقدم المسابقات فى العالم.
اقرأ أيضا: الغيابات تضرب قائمة الزمالك أمام البنك الأهلي في الدوري
فى حال ما لم تكن لدينا القدرة على التنظيم فلا ضرر من الإستعانة بإحدى الدول الكبرى لإعادة الهيكلة ووضع ضوابط نسير عليها لدفع عجلة الرياضة للأمام حتى يتسنى لنا رؤية منتخباتنا بمختلف الأعمار قادرة على المنافسة فى جميع المحافل القارية والدولية وهذا سيعود بالنفع على الدولة والأندية أيضا وذلك فى وجود مسابقة منتظمة يتم تسويقها بشكل يليق بعراقة وتاريخ المسابقة والاندية المشاركة بها.
الدورى المصرى الممتاز بشكله الحالى أشبه بدورى سماسرة هم فقط المستفيدون من استمرار المنظومة بهذا الشكل المترهل.
خطوة رابطة الأندية طالب بها الكثيرين منذ سنوات وها قد ظهرت أخيراً للنور حتى وإن لم تكن بالشكل الذى يرضى طموحات عشاق اللعبة الأكثر شعبية فى مصر أو حتى بالشكل الذى يرضى الأندية ولكنها تظل خطوة جيدة لابد أن يتم أخذ خطوات أخرى تعزز من عملها وتعمل على إنجاحها.
الدورى المصرى الممتاز أفرز العديد من المواهب على مر العصور تغنت بها الصحف العالمية بدءاً بحسين حجازى ومختار التتش مروراً بالكثير من الأساطير كالضظوى وحلمى زامورا وعبده صالح الوحش وصالح سليم ومصطفى رياض وعلى أبو جريشة والجارم وحماده إمام والجوهرى والخطيب وحسن شحاته وحسام حسن وأبوتريكه وغيرهم من مئات اللاعبين على مر الأجيال وصولاً لمحمد صلاح لا يليق به إلا أن يكون على قدر هذه الأسماء من حيث الدعاية والتسويق وعلى مستوى عالى من الإحترافية.
ومن أحد أهم أدوات كرة القدم هو التحكيم الذى يعد علامة استفهام كبيرة فى تاريخنا حتى وإن غاب المنتخب عن المشاركة فى العديد من البطولات الدولية فكان لابد ألا يغيب التحكيم عن المشاركة ولكن كيف والمنظومة كلها متهالكة.
نحن نعيش أسوأ عصور الإدارة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص والمشاكل التى كانت قديما بسيطة فهى الآن كوارث تضرب جدران المعبد إيذاناً بإعلان هدمه. فمتى نستفيق؟!
تعليق واحد