الإعلام المحايد رزق

محرر المايسترو15 أغسطس، 2022

الإعلام المحايد رزق

كان يحرص الجميع على تعليمنا منذ الصغر أن الكلمة أمانه ومسؤولية “فالكلمة نور وبعض الكلمات قبور” كما قال الراحل عبد الرحمن الشرقاوى ، ولكن على مايبدو أن الإعلام الرياضي في مصر لديه رأي آخر في هذا الشأن حيث أصبحت التوجهات والإنتماءات هى المسيطر الأول في سرد الأحداث وتزييف الحقائق في سبيل المصالح و السير مع التيار وركوب الترند .

وخلال السنوات الأخيرة لا يوجد تيار أقوى على الساحة الإعلامية من مهاجمه النادى الأهلى و الهجوم على رئيسه ومجلس إدارته والتسيفه من أي إنجاز بشكل ملحوظ والتنقيب عن المشاكل والأزمات بل وحتى افتعالها أحياناً وغض الطرف عن ذكر أي أخبار قد تمس استقرار المنافس حتى وإن كانت قضايا حقيقة ومتداوله ، وهذا ما ذكره بوضوح كابتن “الخطيب” فى كلمته الأخيرة لجماهير الأهلى وأوضح أن الوسط الأعلامى موجه بشكل كبير لأغراض ما .

فنجد تحفز غريب ومحاولة لتصدير الضغط فى كل خبر يخص النادى الأهلى ؛ مثلاً فى أزمه الأهلى الأخيرة مع اتحاد الكرة وبيانه الذي يطالب فيه بإقالة لجنة الحكام والتحقيق مع الحكم محمود عاشور نتيجة الظلم التحكيمى الذي تعرض له في مباراه فاركو ، ليصبح الأمر شبة متعمد في توجية البطولة للموسم الثاني على التوالي دون حساب لأي من المسؤولين عن هذه الأخطاء كما هدد الأهلي بالإنسحاب من بطولتي كأس مصر والسوبر المصري في حالة عدم تنفيذ هذه المطالب.

ليظهر الإعلاميين حينها متجاهلين دعوة الأهلي لإصلاح المنظومة الرياضية بأكملها والحصول على حقوقه والإدعاء أن الأهلى يتحجج بالتحكيم وكل غرضه هو الضغط على الاتحاد المصري الذي لن يرضخ لهذه المطالب ، كما إن إدارة الأهلي أضعف من أن تُقدم على خطوة الانسحاب من أي بطولة بل ذهب بعضهم أن هذا نوع من أنواع إثارة الفتنة في الشارع الكروي يثيرها محمود الخطيب مما يجب عزله هو ومجلسه على إثرها.

وعلى نفس الصعيد وعند اعلان اتحاد الكرة إستقالة عصام عبد الفتاح وتعيين كلاتنبرج رئيساً للجنة الحكام والبدء فى التحقيق في شكاوى الأندية كإستجابة لمطالب القلعة الحمراء وبالتزامن مع هذه القرارات يخرج علينا نفس الإعلاميين ليأكدوا أن هذا لا يعد تنفيذاً لمطالب الأهلي حيث انها “استقالة” وليست “إقالة” لعصام عبد الفتاح وأن الأهلي سيتراجع عن الانسحاب دون تنفيذ مطالبه وكأن الهدف هو إيجاد أي طريقة لإحراج الخطيب ومجلسه أمام جماهيره بعدما ساندته الجماهير ودعمته فى جميع تلك القرارات بل كانت هذه الازمة بمثابة فرصة لتوحيد الصفوف مجدداً خلف النادى .

الإعلام المحايد رزق

وكذلك فى مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي الذي فاز فيها المارد الأحمر بنتيجة 2/0 فيظهر الإعلامي سيف زاهر بعد نهاية المباراة مباشرة ليعلن أن النتيجة لا تعبر عن سير المباراه ليتوالى بعدها الهجوم على المدير الفني للأهلي ريكاردو سواريش من قبل الاستوديو التحليلي للمباراة بل ومطالبة إدارة الأهلي بإقالته فوراً ، إقالته بعد 11 مباراه فقط في ظروف صعبة واستثنائية لأي مدرب فني!!

ولكن في الحقيقة لا داعي للإندهاش فلا يمكن أن ننسى عندما فاز الأهلي على الزمالك 5/3 فى المباراة الشهيرة لنجد جميع المحللين الكرويين ينتقدوا الإدارة الفنية لموسيماني مدرب الأهلي حينذاك للمباراة بأنه السبب في استقباله ٣ أهداف في الشوط الثاني حتى ذهب البعض أن الزمالك هو من فاز بالشوط الثانى لتتحول لمباراة تنس فجأة يحسب الفوز بها بالاشواط !!

وغيرها من المواقف المخزية التي غاب فيها الضمير المهني والحياد المنشود لكثير من الإعلاميين على الساحة !

كل هذا بالطبع بجانب الإساءات المباشرة والاتهامات الفجه التي تُلقى جزافاً دون حساب من بعض المسؤولين ضد النادي الأهلي ومسؤوليه دون رقيب !

الإعلام المحايد رزق

فأين المجلس الأعلى للإعلام من كل هذه الأحداث ؟! أين دوره في وأد الفتنة وحماية شبابنا من التعصب الأعمى والحفاظ على المجتمع وعاداته ؟!

ولكن حتى صلاح الحال الرياضي ومع كل هذه الضغوط الاعلامية المتتالية والممنهجة لا يسع جماهير الأهلي إلا الإلتفاف حول ناديها وإدارته وعدم الانجراف حول الشائعات التي يروجها بعض رواد الإعلام والسوشيال ميديا وتوفير الحماية الإعلامية بالتنسيق مع إدارة النادي للاعبي الفريق ومديرهم الفني دون تعصب أعمى أو إساءه ليصبح دور الجماهير مقتصر على أن تكون حائط الصّد الأول للدفاع عن ناديها العظيم كما كانت دائما .