اكتشف موهبتك الصحفية

أخلاقهم ذهبت

أخلاقهم ذهبت.. الأخلاق بها تنهض الأمم ويعرف منها معادن البشر وتظهر من خلالها النفوس الضعيفة الهشة التى تضمر الشر بداخلها.

الرياضة أخلاق…جملة شهيرة كانت تتردد على مسامعنا ونحن صغار كبرنا نتعلم حسن الخلق من خلال ممارستنا للرياضة أيا كانت.

ولكن الواقع الذى نعيشه الآن مرير ومؤلم أحقاد تحرك أشخاص نحو هدم ثوابت كانت مغروسة بداخلنا جميعا وبدأت تتسلل من بعضنا وللأسف الشديد هؤلاء الأشخاص لا يتم ردعهم بالشكل المناسب ولذلك لا نجد منهم تراجعاً عما يفعلون، بل نراهم يعيثون فى الأرض فساداً، يثيرون الفتن، يحرضون على العنف، يخوضون فى أعراض من يشاؤن.

كل ذلك بدعوى أنهم إما إعلاميين يبحثون عن مكسب زائف هو الشهرة وتصدر المشهد وإما مسئولين ساقهم القدر ليكونوا فى أماكن مرموقة، ولكنهم يبعثون برسالة عن أنفسهم واضحة للجميع (أنهم بلا مسئولية).

أخلاقهم ذهبت

التنافس الشريف سمة قليلاً ما نجدها اليوم وشعار تندرج تحته شعارات أصبحت كلمات تكتب على الورق فقط وتم محوها من عقول الكثيرين، ومن يضرب بهذه المبادئ عرض الحائط هم أشخاص يلتف حولهم العديد من الناس يستمعون لما يقولون ويتأثرون بهم حتى وإن كان المستمعون غير راضين عما يقوله هؤلاء.

المشهد الرياضى فى السنوات القليلة الماضية يحمل بين طياته فصول سخيفة غير لائقة، والأصوات تتعالى دائماً بضرورة الردع الحاسم ولكن لا حياة لمن تنادى.

الإعلام له رسالة ولكنه سلاح ما نراه الآن هو الجانب السئ وهو تحويله لأداة قاتلة…. نعم قاتلة فهى تقتل السلوكيات الحسنة، تقتل الروح الرياضية بين المشجعين فى المقام الأول، تقتل الأخلاق التى من المفترض أن نتحلى بها، تقتل المتعة التى وجدت الرياضة لأجلها، تقتل الرياضة نفسها.

اقرأ أيضا: كواليس جلسة اتحاد الكرة المرتقبة مع إيهاب جلال

خالد الغندور وغيره ومن الأشخاص الذين ينتهجون نهج مشين مقزز ليسوا فى الأساس مؤهلين للجلوس على المنبر الإعلامى ومع ذلك تواجدوا وبمرور السنوات ومع إكتسابهم الخبرات بدلاً من أن يخلعوا عباءة التحيز وعدم الحياد إزدادوا تمسكاً بها إلى أن ظهرت معهم على الشاشات وأصبح كل شئ سئ منهج لهم يتبعونه وكأنه ميثاق المهنة بالنسبة لهم.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وها هم أخلاقهم ذهبت.. وذهبوا إلى القاع وأصبحوا علامة مسجلة فى الانحطاط المهنى والأخلاقي ومثل هؤلاء تجد تغير مواقفهم والتناقض الذى يحدث منهم كل يوم إشارة لمدى السوء الذى وصلوا إليه ومن يدافعون عنه اليوم ويتغنون به سيهاجمونه غداً لأن مبادئهم مجرد حبر على ورق.

السعى وراء مكسب مزيف وهى الشهرة المكتسبة من اللعب على أوتار جمهور نادى معين وتصدر المشهد بلقطات مثيرة للجدل إما لتنفيذ مخطط يرضى بعض الأطراف أو بهدف ربح مؤقت هو أمر مشين ولا تقبله نفس سوية.

نحن نعيش فى واقع كثرت فيه الفتن وأخطرها فتنة النفس بالمال والشهرة والسلطة وقلت الأخلاق وأصبح شعار الكثيرين (الغاية تبرر الوسيلة)، التنافس فى الرياضة مجاله هو ميدان اللعب ولكن ما نراه هو العكس فنحن نرى محاولات النيل من المنافس على المنصات الإعلامية تارة، ومحاولات شق الصف بين جمهور الفريق الواحد تارة، والتراشق بالألفاظ النابية والخوض فى الأعراض تارة أخرى.

اقرأ أيضا: أول رد من جانب ريال مدريد على تصريح محمد صلاح المثير

وكل هذه السقطات الأخلاقية تنم على فساد نفس وأمن من العقاب لأن من يفعل أياً من تلك المهازل لا يجد رادعاً لما يفعله بل ويجد مدافعين عن فعلته وتمجيد فى بعض الأحيان غفلة منهم عم الحق ورؤية ضيقة الأفق بأنها إحدى وسائل الدفاع عن ناديه الذى ينتمى إليه، بل ويرون أن هذه الأفعال دليل على صدق الإنتماء وما هى إلا كره وحقد وسوء فكر لأن من حقك أن تشجع ناديك كما تشاء ولكن احذر أن تسقط فى مستنقع ملئ بالقاذورات يشوه شخصيتك ويجعل غمامة على عينك فلا ترى الحق.

الشعارات الحسنة كثيرة والجميع يعرفها حق المعرفة والرياضة تهذب النفس لا تفسدها فهذبوا نفوسكم ولا تفسدوا الرياضة والمشجعين، ولا تذهبوا وراء الانحطاط الأخلاقي فتذهب أرواحكم ونفوسكم فى غياهب الظلمة.

د/ أحمد السيد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock