أحمد حسن يكتب:الكيل بمكيالين مع مصطفى محمد والشناوي
ما زال الحديث موصولا عن مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الليبي في الجولة الرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم قطر ٢٠٢٢ والتي أبلينا فيها بلاءا حسنا أداءاً ونتيجة.
بالطبع لن أتطرق إلى المكاسب التي خرج بها منتخبنا من هذه المباراة والتي أعادت لنا نبرة التفاؤل من جديد حول إمكانية استعادة الفريق لبريقه الذي افتقده في الأعوام الأخيرة، وجعلتنا نتنفس الصعداء مع كل مواجهة يخوضها مهما كان تواضع مستوى المنافسين.
ما أحب أن أشير إليه في حديثي هنا، هو ما حدث وتابعناه على شاشة التلفاز من انفعال محمد الشناوي حارس مرمى منتخبنا -لحظة خروجه من الملعب مصابا – ضد مدربه عصام الحضري، في واقعة أثارت العديد من اللغط والجدل حول أسباب غضب الشناوي التي جعلته يخرج عن النص بهذه الطريقة.
بالطبع تلك الواقعة تستحق التوقف أمامها بعض الوقت، فما حدث ليس له ما يبرره من حارس يشهد له الجميع بحسن الخلق، ومهما كان السبب والدافع وراء هذا الانفعال، ما كان يجب أن يكون رد الفعل بهذا المشهد السيئ الذي أصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما أصابني بالدهشة والعجب هو مبادرة البعض بالهجوم السريع والمباغت ضد عصام الحضري مدرب حراس منتخبنا الوطني وتحميله مسؤولية الدفع بالشناوي في التشكيل الأساسي وهو مصاب، رغم ان ذلك لا يخرج عن كونه مجرد تكهنات قد لا يكون لها أساس من الصحة وليست حقيقة مسلم بها.
وحتى إذا ما افترضنا أن هذا التكهن هو الأقرب للصواب فمن المنطقي أن يكون رد الفعل داخل الغرف المغلقة وليس كما رأيناه من مشهد غير مألوف ويسئ للحارس قبل المدرب أمام انظار الملايين من المتابعين.
كما أن هناك مسؤولين داخل اتحاد الكرة منوط بهم التحقيق في مثل هذه الأمور للوقوف على حقيقة إذا ماكان الحضري تعمد بالفعل إشراك الشناوي وهو يعلم أنه مصاب، أم أن الحارس هو من أخفى حقيقة إصابته حتى لا يخسر مكانه في التشكيل الأساسي.
تذكرت على الفور واقعة مصطفي محمد مهاجم الفريق في مباراة الجابون وخروجه أيضا عن النص بعد أن بصق على الأرض بمجرد إحرازه هدف التعادل لتشن ضده حملة شعواء وصلت إلى محاولة ذبحه باعتبار أن فعلته هذه كان المقصود بها مدربه حسام البدري، رغم أن الأخير لم يكن في الصورة تماما عكس الواقعة الصريحة التي نتحدث عنها.
الواقعتان بالتأكيد خروج عن النص، لكن التعاطي معهما إعلاميا لم يكن منصفا أبداً، وكان هناك تباين واضح و ازدواجية في المواقف من جانب البعض إعمالا بمبدأ المثل الشعبي القائل ( حبيبي نبلع له الزلط، وعدوي نتمنى له الغلط) .
ياسادة..المبادئ لا تتجزأ. ولا يصح الكيل بمكيالين في أي شيئ يخص الأخلاقيات والآداب العامة.