ماهر غريب يكتب: ديكتاتورية كيروش !!
قامت الدنيا ولم تقعد في مصر بعد إعلان البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب الأول لكرة القدم استبعاد ثنائي الأهلي محمد مجدي أفشة ومحمد شريف من قائمة المنتخب لمباراتي ليبيا في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
ورغم مفاجأة القرار الذي اتخذه كيروش، خاصة وأن أفشة وشريف من العناصر الأساسية بالمنتخب منذ فترة، إلا أن القرار كشف لنا عن حقيقة هامة وهى محاولة بعض كبار مقدمي البرامج الرياضية (أكرر بعض وليس الكل) في القنوات الفضائية السيطرة على قرارات المدربين وتصدير المشهد للمشاهد ” الغلبان” أمام الشاشة بالصورة التي يريدونها وفقا لحسابات شخصية من ناحية ومحاولة لـ “فرد العضلات” من ناحية أخرى ، ومن ثم تكون بعيدة كل البعد عن المنطق والرغبة فى مصلحة منتخب مصر !.
وللأسف الشديد فإن هذه النوعية من مقدمي البرامج لم تجد من يتصدى لهم و”يوقفهم عند حدهم !” كما يقال باللهجة العامية المصرية ، مما ساهم في تفشى هذه الظاهرة عند التعامل مع قرارات المدربين سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، والدليل أن هناك مقدمي البرامج من يتدخل في تعيين هذا المدرب وإقالة مدرب آخر !.
ونتيجة لتأثر المدربين بهذه الطريقة وخوفهم من الدخول في معركة مع هذا أو ذاك، ولهذا كانوا يتعمدون في اختياراتهم وتصريحاتهم تفادى الصدام مع هذه النوعية، وبالتالي الابتعاد عن “وجع الدماغ”!.
ولكن كيروش أظهر العين الحمراء مبكراً، ووجه “لطمة قوية” لهواة الاستعراض على الشاشة في مناسبتين مختلفتين .. المرة الأولى في الغرف المغلقة على مستوى جهاز المنتخب عندما أعلن وبشكل قاطع رفضه نغمة الأهلي والزمالك عند تجمع للمنتخب، بل وقال لمعاونيه بالحرف الواحد “لا يهمنى الأهلي أو الزمالك .. اهتمامي سيكون بمنتخب مصر فقط !!”.
والمرة الثانية كانت في المؤتمر الصحفي لكيروش أمس”الاثنين” ، والذي كان الهدف منه الإجابة على سؤال حول أسباب عدم ضمه للثنائي أفشة وشريف، لكنه قام وبلغة أهل الكرة “بترقيص” الجميع عندما أعلن رفضه القاطع الحديث عن لاعب محدد مؤكدا أن اللاعب بالنسبة له هو منتخب مصر وليس أي لاعب آخر !.
وهذا الرد شكل صدمة لكل من كانوا ينتظرون منه الإجابة التي ترضيهم وتؤكد قوتهم وتأثيرهم على المشاهد وعلى المشهد عامة، ولهذا كان التأثير واضحة على كل ما هاجموه وخصصوا فقرات مطولة بالبرامج لاستضافة لاعبين سابقين للسير على نفس الدرب ومهاجمة كيروش وانتقاده بسبب أفشة وشريف وليس لسبب آخر يتعلق بعمله مع المنتخب حاليا.
وكسب كيروش معركته الأولى على أرض الواقع ونجح في إيصال الرسالة بأنه مدرب ديكتاتور ، ولن يقبل أي تدخل من هذا أو ذاك، بل سيكون القرار الأول والأخير من خلاله فقط، ولن يسمح بوجود نغمة ألوان الأندية داخل المنتخب، ومن ثم على عدد من مقدمي البرامج الرياضية السير على نفس درب كيروش والابتعاد عن الأساليب القديمة التي لن تجدي نفعا مع هذا المدرب الديكتاتور !!.
وبعد الانتصار في المعركة الأولى، يبقى على كيروش أن يكسب المعركة القادمة التي لا تقل أهمية وصعوبة عن السابقة لأنها داخل الملعب من خلال قيادته المنتخب إلي تحقيق الفوز على ليبيا لإنعاش آمال التأهل إلي كأس العالم.