العربي محمودي يكتب: بعيداً عن العاطفة
استفزني العنوان الذي وضعه الصديق عادل هيبة في مقاله..”فساد غريب جدًا”..استفزني لأنه معبر جدًا ويختصر الحالة التي تمر بها الرياضة العربية منذ زمن بعيد..فساد إداري وتنظيمي وإعلامي بل إن الفساد يستحي ويختفي خلف مصطلحات أخرى كلما تعلق الأمر بالكرة وأخواتها.
بعيداً عن العاطفة
لا تستعجلوا ولا تتهموني بأنني ألبس نظارة سوداء أرى من خلالها كل شيء أسود وحاولوا قراءة أوراق حاضر الرياضة وماضيها بعين العقل بعيدًا عن العواطف الجيّاشة التي حركت الجيوش العربية نحو مصيدة الهزيمة في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة.
هي العاطفة التي نرى من خلالها أفضل رقم عربي وأفضل لاعب عربي وأفضل إنجاز عربي حتى تقوقعنا وبيقنا ندور في حلقة المقارنة العربية العربية..يفرح المصري بفوزه على الجزائري ويطير الأخير فرحًا عند تفوقه على المغربي وكذلك الحال للمغربي الذي يعلن حالة من الفرح إذا فاز على جيرانه في المغرب العربي ويتسع الأمر ليشمل دول الخليج في مشهد مثير للشفقة ومثير للتساؤل حول أهمية المقارنة وأهمية الفوز على شقيقك وأنت تتلقى الكف تلو الكف من غريب-ليس شوقي طبعا-
الرياضة منافسة وليست خصومة..الرياضة سعي للتفوق..لايهم فيها اللون و لا اللغة وحتى الجغرافيا لا معنى لها..المهم رياضيًا أن تسعى إلى تحقيق الأفضل وعندما تفشل تستعد لتكرار المحاولة من جديد.. في الرياضة لا مكان للخيبة و لا مكان للذل ولا مكان للأخوة المزيفة..
آخر الكلام:عندما نفهم جوهر الرياضة يمكن لنا أن نرسم أولى خطوات التنظيم وعندما نبعدها عن حسابات التاريخ والجغرافيا وننزع عنها غلاف السياسة ونلتزم بحكم الأرقام نكون قد وضعنا الأساس الذي نبني عليه منظومة رياضية يغيب عنها الفساد غير “الغريب جدًا”